معتز الشناوي يكتب: حاجة حلوة الحوار الوطني

السبت 07 يناير 2023 | 02:35 مساءً
الكاتب الصحفي معتز الشناوي
الكاتب الصحفي معتز الشناوي
كتب : بقلم معتز الشناوي

لعل من أهم أحداث العام 2022 هو إفطار الأسرة المصرية، الذى دعى إليه رئيس الجمهورية، ومنه جاءت الدعوة للحوار الوطنى، تلك الدعوة التى اراها بمثابة طوق نجاة للمجتمع المصري بمختلف انتماءاته، فمنذ ان لبت الاحزاب والقوى السياسية تلك الدعوة الكريمة للرئيس عبد الفتاح السيسى لإطلاق الحوار الوطني، بدأ الجميع يخطو نحو الجمهورية الجديدة، بأفكار جمعية تؤكد على وحدة المصريين، خلف هدف واحد، وهو اعلاء المصالح العليا للوطن.

فليس الحوار مجرد خطوة جادة على طريق المشاركة الفعالة لكل القوى الوطنية للنهوض بالوطن، بينما ايضا مشاركة حقيقية للقوي السياسية في عملية البنَّاء، وفرصة للأحزاب لأن تعبر عن برامجها بمختلف ايديولوجياتها، وفرصة للاستماع لمقترحات ممثلي المجتمع المصري بكافة فئاته ومؤسساته، ولعل الحوار يسهم مباشرة فى خلق جبهة داخلية قوية تشارك فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها الدولة المصرية في كافة المجالات، ويضع حلول لمشكلات الفئات والطبقات كافة من خلال آليات التفاوض الاجتماعي، ويحدد أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة.

وبالفعل استطاعت الحركة المدنية من خلال ممثليها فى مرحلة الاعداد للحوار، ان تضع رؤي منطقية لكيفية استمرار الحوار، واستطاع مممثلى الحركة فى مجلس الامناء ان يضعوا اسس واضحة لمشروع متكافىء وشراكة حقيقية بين ممثلي المعارضة والنظام الحاكم، فى حوار هدفه الاول هو اعلاء مصالح الوطن.

وطالبت المعارضة بالافراج عن سجناء الرأى، من اعضاء احزاب الحركة المدنية، وتجاوز عددهم الالف سجين، واستجاب النظام الحاكم بالفعل، وابدى نية حقيقية فى حوار جاد، فتم الافراج عن المهندس يحيي حسين عبد الهادى، المتحدث السابق باسم الحركة المدنية، وزياد العليمي القيادى بالحزب المصري الديمقراطى الاجتماعى، وغيرهم الكثيرين، فى تأكيد من النظام على ان القادم افضل، ولم يتبقي من اسماء سجناء الرأى سوى القليل، وفى مقدمتهم، احمد دومة، صاحب العشرة سنوات سجن، السياسي والشاعر الذى امضي اكثر من نصف المدة واصبح ينطبق عليه العفو الرئاسي وايضا الافراج الشرطى، فضلا عن صدور قرارات عفو عن عدد من المحكوم عليهم فى ذات القضية، ولعلنا نشهد فى الايام القادمة الافراج عنه، حتى يستكمل ما تبقى من حياته بطريقة طبيعية، ومعه كل من لم يتورطوا فى اعمال عنف ولم تتلوث ايديهم بالدماء.

وقد وضع المشاركين من الحركة المدنية مع شركائهم فى الحوار لجان متعددة للحوار منها فى المحور السياسي لجان ‘‘ الأحزاب السياسية، والنقابات والمجتمع الأهلي، ومباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي، والمحليات، ولجنة حقوق الإنسان والحريات العامة، وضم المحور الاجتماعى لجان التعليم والبحث العلمي، و الصحة، والقضية السكانية، وقضايا الاسرة، والثقافة والهوية الوطنية، والشباب

اما المحور الاقتصادى فيشمل لجان التضخم وغلاء الاسعار، والدين العام وعجز الموازنة والاصلاح المالى، والاستثمار الخاص، وأولويات الاستثمار العامة، والصناعة، والزراعة، والعدالة الإجتماعية، والسياحة.

ولم ينجح الاعداد للحوار – الذى استمر لقرابة 6 اشهر – فى الافراج عن المئات من سجناء الرأى فقط، بل لقد اعاد الحوار الحياة لمقار الاحزاب ولكافة القوى السياسية المشاركة، حتى ان الاعضاء عادوا لممارسة حالة سياسية هادفة، وبات الجميع يصبو للغد الذى تتحقق فيه الاهداف لدولة مدنية ديمقراطية حديثة اساسها القانون والدستور، ومن مشاركتى فى تنظيم واعداد بعض من اوراق الحوار، ممثلا عن احد احزاب الحركة المدنية، تأكدت انه اهم احداث العام الماضي، ولعل بدايته التى ننتظرها خلال الايام المقبلة، تشير لانه سيكون اهم احداث الاعوام المقبلة، فقط اذا صدقت الافعال ما تخبأه النوايا.

وتزامن انتهاء 2022 مع انعقاد مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ، ذلك المؤتمر المبهر، الذى اعاد لمصر جزء كبير من رونقها ومكانتها، واسعد المصريين بعظمة وطنهم، وتمنينا جميعا ان يخرج بنتائج ايجابية للدولة كافة، نتائج يلمسها الجميع فى مجال عملهم، ولعل الايام القادمة تشهد تحقيق بعض من تلك الامنيات .. وللحديث بقية.