يأتى انعقاد القمة العربية 3 مارس المقبل، الموافق الثالث من شهر رمضان المعظم فى أجواء وظروف صعبة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومحاولة واشنطن- ترمب التخلص من غزة نهائيا، بطرح فكرة تهجير أهالينا خارج أرضهم التاريخية، والتى اختلط ترابها المقدس بدماء ٱلاف الشهداء، بداية من توطين اليهود 1948 وحتى اليوم، حيث خاضت مصر والعرب 4 حروب ضد الكيان الصهيونى، الذى يعتمد نظرية التوسع على حساب الغير، كما فى ادعاءات التوراة، التى حرفوها لصالح إنفاذ هذه الفكرة الجهنمية، مهما كان الثمن.
كل هذا لم يكن ليحدث أو حتى يتم التفكير فيه، لولا مساندة القوى الغربية لهذا الكيان المجرم، وعلى رأس هذه القوى طبعا الولايات المتحدة الأمريكية، شفنا ده بكل وضوح فى حرب ٱكتوبر 1973، حينما أنشأت جسرا جويا من واشنطن إلى مطار العريش، حتى تعبر من خلاله كل الأسلحة التى تحتاجها إسرائيل فى المعركة، والتى حسمها المصريون فى الست ساعات الأولى، بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف المنيع.
لقد شاهد العالم أيضا حجم الدمار الهائل الذى أحدثته ٱلة الجيش الصهيونى فى غزة، بمساندة أمريكية سافرة، ولم تتورع واشنطن من تزويد جيش الاحتلال بكافة الأسلحة والقنابل العنقودية، التى أحدثت هذا الدمار الهائل لكل شبر فى غزة، والتى تسببت فى قتل واستشهاد أكثر من 50 ألف مواطن فلسطينى، معظمهم من الأطفال والنساء، هذا بخلاف 70 ألف جريح، و20ألف مفقود.
واليوم يقترح الرئيس الأمريكى ترمب تهجير سكان غزة من وطنهم التاريخى إلى سيناء، ومواطنى الضفة للأردن، كده بسهولة، وتصدق إسرائيل على هذا المقترح، الذى لم تكن لتحلم به على الإطلاق، لكن مصر والأردن وبقية الأشقاء العرب وقفوا أمام هذا المقترح بالمرصاد، ورفضوه رفضا قاطعا، وكذلك الدول الإسلامية والأوربية المعتدلة، بالإضافة طبعا للصين وروسيا، لذا تنعقد القمة العربية بالقاهرة بمشاركة 22 دولة عربية، لتأكيد رفضهم المطلق للتهجير، والتسريع فى إعمار غزة.
إن الشعوب العربية والإسلامية من المحيط للخليج، تترقب ما ستسفر عنه هذه القمة الطارئة بالقاهرة، لذا تطلب من القادة العرب الٱتى: رفض التهجير سواء قسريا، أو طواعية، وأنه لن يخرج غزاوى واحد من القطاع، وماينطلى على غزة ، ينطلى أيضا على الضفة، وأن القاهرة وعمان لن يستقبلا مواطنا فلسطينيا واحدا بغرض التوطين، ثانيا: تحميل إسرائيل تكاليف الإعمار، ومقاضاتها فى المؤسسات القانونية الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والجنائية الدولية، ثالثا : خروج الجيش الإسرائيلى من محور فلادليفيا، لأن هذا يعتبر خرقا لاتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل، رابعا: لن يحكم غزة غير الفلسطينيين، ومنظمة التحرير هى المسئولة عن الضفة وغزة، سياسيا وأمنيا ومدنيا.
مساندة العرب لكل من مصر والأردن، للصمود فى مواجهة مقترح ترامب اللعين والذى يدفع للتهجير دفعا لصالح الكيان الصهيونى المجرم، خامسا: توحيد الصف العربى، كما حدث أثناء حرب أكتوبر 1973، سادسا: وقف كافة أشكال التطبيع مع تل أبيب، حتى يعود للشعب الفلسطينى حقه المسلوب، سابعا: خروج جيش الاحتلال من غزة والضفة والجولان والمناطق التى احتلها مؤخر فى سوريا الشقيقة، وأيضا جنوب لبنان، وتعويض أهالينا فى غزة، جراء القتل والدمار الذى لحق بهم طوال عام كامل، وأن تتحمل واشنطن جزءا من هذا التعويض، لأنها كانت بمثابة القاتل، ولكن من الباطن، بتزويد الكيان بٱلة القتل والدمار، ثامنا: توحيد الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.
إن القادة العرب اليوم أمام تحد كبير، وظروف دولية بالغة التعقيد، تتطلب منهم أن يكونوا على مستوى الحدث، وعلى قلب رجل واحد، وهذا ماتنتظره الشعوب العربية من هذه القمة المرتقبة