هنا حيث الدقة والوعي يُستبصر، والفتوى بالحق تُؤثر، والقول الفصل يُنتظر، في إعلان مفتي الديار المصرية، الدكتور نظير عياد، استطلاع رؤية هلال شوال، والذي أكد فيه تعذر رؤية الهلال، ليكون رمضان تمام الثلاثين، لا نقصان ولا اختلال، وبذلك يكتمل الشهر الفضيل، وتعم الأفراح والتهليل، فصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وعلى نهج النبوة سِيروا، وبالسماحة استنيروا، فإن غُمَّ عليكم، فأكملوا العدة ثلاثين، ولا تحيدوا عن الحق المبين.
وفي خضم الجدل المحتدم، الذي أثير على مواقع التواصل، بين مُؤيِّد ومُعارض مُتَخاصم، بعد إعلان بعض البلدان ثبوت الهلال، وأن اليوم هو أول شوال، ظهر السؤالُ: من المخطئ المُتَفاقم؟ وعلى أي أساسٍ استندت دار الإفتاء في قرارها ومن الصائب؟
دارُ الإفتاءِ، اعتمدت على الأصل الشرعي المُستَقيم، عن النبيِّ الأمين، في تحديد بدايات الشهور القمرية، بالرؤية البصرية، كما في الحديث النبويِّ، الذي رواه مسلم والبخاري يقول فيه ﷺ: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين»
وسارت الدار على منهجية واضحة تجمع بين النصوص الشرعية الثابتة والحسابات الفلكية القطعية التي وصلت دقتها إلى درجة اليقين العلمي، والتي نفت إمكانية رؤية الهلال، مما يعني أنه لا يوجد تعارض بين الشرع الحنيف والعلم الحديث، بل هما يتكاملان في تحديد المواقيت الشرعية بدقةٍ ووضوح.
وما قاله أحمد عبد الباسط محاضر الفلك بجامعة منهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية، إن الهلال ولد صباح السبت في القاهرة، ولكن عمره كان أقل من 12 ساعة عند غروب الشمس، والفارق بين غروب الشمس والقمر كان أقل من 10 دقائق، ونسبة الإضاءة على السطح القمري كانت أقل من 1٪ عند الساعة 8:05 مساءً.
وأضاف أن هذه الشروط تجعل من الصعب رؤية الهلال بالعين المجردة أو حتى بالتلسكوب، ومصر استخدمت الرؤية لتحديد الهلال، موضحا أنه من وجهة نظره العلمية، فحسابات مصر صحيحة في استكمال اليوم التالي.
شرعا وعلما أثبتت دار الإفتاء المصرية جدارتها ودقتها في إصدار القرارات والفتاوى، فهم أناس لا يدبرون جهدا ولا يهملون ذرة نور قد تفتح لهم بابا آخر يوصلهم لطريق به صلاح للأمة دون استهانة أو تشدد