صدر حديثا كتاب بعنوان "الشيخ على عبد الرازق.. قراءة في الخطاب والفكر"، للنائب عمرو عزت حجاج عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع.
ومن المقرر أن يتم عرض الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل في صالة ١A59.
وذكر النائب عمرو عزت حجاج في كتابه، أن الشيخ علي عبد الرازق حفر اسمه في التاريخ الإنساني بحروف من نور ، كصاحب السبق بأول كتاب في " العالم الإسلامي " يدعو لفصل الدين عن السياسة، و يؤكد ًصراحة ٌ أن الإسلام دين ، و ليس بدولة.
وأكد عزت ، أن العلامة علي عبد الرازق كشف وهم " الخلافة " التي أفسدت على المسلمين - في أنحاء الأرض - دينهم ودنياهم واستغلها تجار الدين والسياسة أسوأ استغلال ، وذلك في كتابه العمدة " الإسلام وأصول الحكم " ّ،وقالها صراحة " أن التاريخ يبين أن الخلافة كانت نكبة على الإسلام وعلى المسلمين وينبوع شر وفساد”.
وكشف الرجل عن الوهم الذي عاشه المسلمون لمدة 1292 سنة ( من وفاة الرسول " ص " عام 632 م إلى سقوط أخر خليفة عثماني عام 1924م ) و فيها حكم 95 خليفة 60 % من بينهم ماتوا مقتولين - و من بينهم أيضا ً من كان مدمنا ً للخمور ، ومن كان مغرماّ بالجواري حتى أن أحدهم ( الخليفة العباسي المتوكل ) مات ،و هو يمتلك أكثر من 4000 جارية ! ، و كان البشر من العبيد - المسلمين - يباعون و يشترون في أسواق النخاسة كالبغال و الحمير ، و كانت فتاو علماء الدين هي سند هؤلاء الخلفاء التي ُ أضفت عليهم القدسية الزائفة ، و حرمت الخروج عليهم ، وكأن كل منهم قدر من االله كتبه على أمة الإسلام .
وبدد الشيخ الليبرالي، عضو هيئة كبار العلماء كل دعاوى أصحاب دولة الخلافة وكتب بيمينه " ً الحكم والحكومة والقضاء والإدارة ومراكز الدولة هي جميعا خطط دنيوية صرفة لا شأن للدين بها، فهو لم يعرفها ولم ينكرها، ولا أمر بها ولا نهى عنها وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلى أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة ".
وطرح الشيخ علي عبد الرازق السؤال : ما هو سند الخلافة؟ هل القرآن؟ أم السنة؟ أم إجماع المسلمين؟ و أجاب بنفسه : القرآن والسنة لم يتعرضا مطلقا لموضوع الخلافة، لأنها لم تكنً أبدا ً حكما من أحكام الدين الإسلامي .. وضرب الشيخ الأزهري الليبرالي " الإجماع " في مقتل ، فعلها كعالم وفقيه من أهل الاختصاص ، فعلها و قد اشتد عوده بدراسة الأدبً والفلسفة في الجامعة المصرية ، فعلها تاليا لسعيه دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية في الغرب الأوروبي، وأحد أفضل الجامعات في العالم "أكسفورد " ، الجامعة الأقدم .
وخاض الرجل غمار المعركة، ليكشف ذلك النسق المراوغ ، الذي تسلل بطرق ممنهجة إلى تفكير و معتقدات الكثيرين ، ليزرع الخرافة التي ليست من أصول الدين ولا من فروعه .. خرافة الخلافة على منهاج النبوة .. ودفع الثمن حاله في ذلك كحال كل المجددين في كل العصور .
وقررت هيئة كبار العلماء بالأزهر ،نزع شهادة العالمية منه ، ومحو اسمه من سجلات الأزهر ، وطرده من كل وظيفة، لعدم أهليته للقيام بأي وظيفة دينية أو غير دينية .
ودفع الشيخ على عبد الرازق ضريبة خرقه ما يسمى بـ " إجماع الأمة " ، وسبقنا بمائة عام محركا المياه الراكدة ، و انتقل إلى العالم الأخر ، ومازلنا لم نحسم بعد الصراع بين الحداثة والتخلف، بين التقدم للمستقبل والردة نحو الماضي .
والأن في هذه الفترة الراهنة و الفارقة في تاريخ مصر كلنا مستدعين ، وكلنا عليه الانتباه، المعركة صعبة و طويلة المد في مواجهة الرافضين لتجديد الفكر الديني والثقافي والسياسي، وما زال بيننا من يأملون إقامة الدولة الدينية، ويحيون الأفكار الطائفية والمذهبية، و يرفضون بإصرار مجرد الحديث عن حرية الفكر والاعتقاد.
ويحسب لهذا الكتاب الذي بين يديكم ، أن أعاد تسليط الضوء على واقعة مهمة ذات دلالة ، على أن مصر سبقت العالم لتجديد الخطاب الديني منذ قرن من الزمان ، و ما ضاع تنوير ِ وراءه ساع.