لا أدري لماذا تذكرت فجأة وأنا أبدأ كتابة هذا المقال عنواناً سابقاً لإحدى مقالاتي وهو (جاهلٌ يقوده حمار) فقد رأيت أن هذا العنوان تم تطبيقه حرفياً في أحداث وفاة (سيدة قلوب العرب والعجم شيرين أبو عاقلة الذي هز موتها قلوب الجميع ) ولم لا ؟ ألم يكن دورها الفاعل في الدفاع والذود عن وطنها أفضل بكثير ممن تخاذلوا وتنافسوا في التطبيع ورأوا أن ( إسرائيل) هي البنت البكر لماما أمريكا وبرضاها وتحكمها في الإعلام العالمي وخاصة الأمريكي سيجعلهم في منطقة أخرى من العالم فطبقوا مقولة أهلنا في ريف مصر ( الكلب اللي ينبح لك خير من الكلب اللي ينبح عليك).
وأعود ( لست الستات شرين أبو عاقلة ) تلك الصحفية الماهرة والفارسة النبيلة التي فاقت الفرسان إقداما وجرأة فكانت صوت فلسطين النابض، فكم كشفت من جرائم ترتكبها إسرائيل في حق وطنها الذي مثلته خير تمثيل ليصبح صوتها الجهوري مصدر إزعاج لكل غاصب، فكان لابد من إسكاتها إلى الأبد فتحينوا الفرصة لها وهي تقف في محرابها تبث عدوان غاشم على بني وطنها في ( جنين ) فكانت نهايتها التي أهتز لها العالم الذي طالما كان يكيل بمكيالين.
لكن وبكل أمانة لم يكن ما سبق يشغلني بقدر ما شغلني حديث مَن يمتلكون مفاتيح الجنة والنار، وبكل أنواع الجهل إنقاد الجهلاء خلف ( الحمار )، فلم يدرك الجاهل وبكل أسف أن مَن يقومون على الإعلام الموجه الذي يتحكم في معظمه أذناب إسرائيل والذي من خلاله يتم توجيه الرأي العام في دول يعمها الجهل ولا يعرفون عن الحداثة والإنترنت سوى البحث عن المواقع الإباحية، وأن أفضل شيء في مثل هذه الظروف هو عمل ( بلف تنفيس ) لإلهاء الشعوب الجاهلة في نفسها من خلال إحياء النعرات الدينية التي يجيدون توجيهها في الوقت المناسب وخاصة أن العالم بدأ يصحوا لجرائمهم.
شيرين أبو عاقلة مسيحية لا يحق لها الجنة ! ! ! لا لا لا شيرين بالتأكيد في جنات النعيم !! !! ( يا حسرة على العباد ) فقد استطاع هذا الوغد أن ينال من عقول الجهال واستطاع أن يأخذهم في اتجاه آخر، اتجاه بعيد كل البعد عن وحدتنا وقوتنا، بعيد عن تعاضدنا ووقفتنا مسلمون ومسيحيون في وجه عدو للمسيحي قبل المسلم، ألم يقتلوا يحيى وزكريا عليهما السلام ويكذبوا الروح التي أرسلها الله إلى مريم رضوان الله عليها وكلمة منه ( عيسى ابن مريم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام ) بل ويدعوا أنهم قتلوه وصلبوه، ألم تكن هذه العداوة للمسيحيين سابقة عداوتهم للإسلام، فماذا دهاك أيها الفقيه ( المقاد خلف الأعداء )، لتمكنهم من سلاح اسمه الفتنة والفرقة، فكم بحثوا عنه وكم استخدموه ليقتلوا فينا إيماننا بنصر الله لنا من خلال الاعتصام بحبل الله المتين ومن خلال التعاضد والوحدة.
وسؤالي لك هل تعرف شيرين عن قرب ؟ هل شققت عن قلبها لتعرف أي دين تتبع ؟ هل أولاك الله حساب الناس في الدنيا ؟ ،وهو القائل في كتابه الحكيم ( إنا إلينا إيابهم ثم إنا علينا حسابهم ) فمن المؤكد أن الله (سبحانه وتعالى) لم يوكل أحد بالنيابة عنه ليحاسب الناس في الدنيا، ثم أنك يا سيدي قد جانبك الصواب عندما تم استدراجك لتخوض مع الخائضين ولم يكن هذا الوقت هو الوقت المناسب ليتفتق ذهنك عن مكنونه وتسيء أولا لدينك فأقل شيء أنك لم تتبع نهج نبيك عليه الصلاة والسلام عندما بكى على جنازة اليهودي وهو من الذين ذكرهم الله له بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فكان أحرى بك أن تبكي على من قال فيهم رب العباد أنهم أقرب مودة، فقد ماتت (شيرين أبو عاقلة) وهي تدافع عن المرابطين في القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسولنا الكريم، أما أنت فكتبت ما كتبت وأنت منبطح على سريرك تلاعب أقدامك تاركاً ( مؤخرتك ) بلا غطاء فأنتجت لنا عرياً فكرياً وجهلاً مروعاً (استقيموا يرحمكم الله) وداعاً شيرين أبو عاقلة.