صالح المسعودى يكتب بين القائد والشبل

الجمعة 24 سبتمبر 2021 | 04:43 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

حوار أكثر من رائع ذلك الذي دار بين القائد والشبل في واقعة هي الأجمل والأرقى على الجانب العملي والجانب الإنساني أو بتحليل آخر هي ( بيان على المعلم ) أو التربية بالحدث ، فقد استغل القائد الموقف ليعطي الشبل درسا ليكون جديرا بحمل الرسالة واستكمال المسيرة بشكل يليق بالمنظومة الأمنية في مصر

وتبدأ أحداث الواقعة محل الحديث عندما تطرني الظروف للوقف في احد الأكمنة الأمنية الثابتة حيث حضرت لذلك الكمين لأحضر إثبات شخصية لأحد الأشخاص حيث تم استيقافه للتأكد من شخصيته وتصادف أن قابلت أحد الشخصيات الأمنية على ذلك الكمين حيث تربطني به أواصر الود والاحترام المتبادل فهو شخصية راقية حيث الأخلاق العالية وكما يصفونه ( ابن أصول )

وأثناء لقائي به وإذا بحوار نسمعه عن قرب بين أحد الضباط ذو الرتبة الصغيرة واحد المواطنين وتلاحظ لنا أن الضابط الصغير وبسبب طاقة الشباب عنده مع قلة الخبرة الأمنية يتعامل بشكل قد لا يليق بالمؤسسة الأمنية التي تهدف في المقام الأول إلى حماية المواطن والحفاظ على أمنه وسلامته

فتدخل القائد بذوقية عالية في الحوار وأنهى النقاش بشكل يحمي ماء الوجه للمواطن والضابط بخبرة وحنكة عالية ، ثم عندما انصرف المواطن مجبور الخاطر طلب القائد من الضابط الصغير أن يلحق به في مكتب الكمين وبأسلوب في غاية الاحترام والأبوة سأل الضابط

حضرة الضابط المحترم من أي محافظة أنت ؟

أنا من محافظة ( ........... ) يا فندم

القائد . شكلك من الريف وليس من المدن

الضابط . صحيح يا فندم

القائد . ممكن أسألك سؤال ؟

الضابط . تحت أمرك يا فندم

القائد . كم مواطن يقطن القرية التي تسكن بها ؟

الضابط . عدد كبير يا فندم لان قريتنا من اكبر القرى ممكن تقرب من مائة ألف

القائد . ممكن تحسب لي كم لص في قريتك ؟

الضابط . لا يا فندم ( معندناش ) لصوص حضرتك عارف الريف بيحافظ على التقاليد وكل البلد تعرف بعضها

القائد . يا حضرة الضابط ( مفيش ) بلد في العالم لا يوجد بها مسيء لكن قولها بالتقريب

الضابط . ممكن يا فندم اثنين أو ثلاثة على أكثر تقدير

القائد . يعني لو حسبنا اللصوص في بلدك مع جميع المخالفين للقانون وحتى الكاذبين لن يتعدوا ألف شخص

الضابط . لا يا فندم الألف كثير جدا

القائد . معلش سامحني ( خليهم ألف )

الضابط . ماشي يا فندم اللي حضرتك تشوفه

القائد . عارف معنى الكلام ده إيه يا حضرة الضابط ، معناه ان كل 99 شخص في بلدك يقابلهم شخص واحد سيء

القائد . أيها الضابط النشيط كل البلاد كذلك ، فالمسيء أقلية في كل مكان وليس في بلدتك فقط ، بمعنى أنه كل مائة شخص ممن يمرون عليك بينهم قد تجد شخص واحد سيء ، إذن ليس من المعقول أن تعامل الجميع معاملة الشخص السيئ

لابد أن تعامل من يمر عليك كأهل بلدتك الكرام فمنهم والدك المحترم وأخيك وخالك وعمك وبقية أهل الاحترام من أهلك وناسك وأثناء معاملتك المحترمة وخبرتك المتراكمة في الاحترام سوف يظهر لك المسيء فعامله بالقانون ( والقانون فقط )

حتى تكون خير سفير لمؤسسة أمنية عريقة

الضابط . تمام يا فندم أوعد حضرتك أكون عند حسن الظن ، ثم ينصرف بشكل مهذب ليكمل عمله في نشاط وإقدام

ثم يلتفت لي القائد المحترم مدافعا عن زميله الضابط الصغير ( معلش شباب بقى ) لكن أنا متأكد انه ضابط نبيه وواعي وسوف يكون له مستقبل واعد ليكون احد فرسان الأمن في المرحلة القادمة لان معدنه نظيف

اعتذر لك عزيزي القارئ عن الإطالة لكني وجدت أن هذا الأمر في غاية الأهمية فقد تلاحظ الهجوم الغير مبرر في أحيان كثيرة على المؤسسة الأمنية بسبب تصرفات فردية وتناسى الجميع أن المؤسسة الأمنية كأي كيان لابد أن يوجد فيها ولو تفاوت بسيط بسبب فرق الخبرات ولا ننسى الضغوط التي يتعرض لها الضباط حيث أنهم يفتدون الجميع بأرواحهم ويسقط منهم الشهيد تلو الآخر بشكل يومي