كتب: صالح المسعودي
هل تتذكر عزيزي القارئ تلك الكلمة ؟، وهل تذكر منذ متى لم تسمعها؟
وهل اصبحت كلمة (عيب) من ضمن التراث المصري الذي سبقنا به الدنيا ازمنة مديدة؟، الم تسأل نفسك عزيزي القارئ اين ذهبت كلمة (عيب)؟ وهل هي متوارية عن الانظار فقط ؟ ام انها ماتت ولن تعود.
اتتذكر عزيزي القارئ منذ زمن بعيد عندما كنت تسعى لعمل مخالف ولو يسير؟ ماذا كان يحدث ساعتها ؟ ، كنت تتفاجأ بتلك الكلمة تصم الاذان من كثرة مردديها ، لأنها كانت متوفرة وبكثرة ، وهل تتذكر كيف ان احدهم عندما يتقدم لخطبة فتاة فيكون من اهم مصوغات هذه الخطبة ان يكون ابن اصول أي انه ( يستحي العيبة .
لقد كانت مصر ووطننا العربي الكبير في المجمل من الريف للحضر ومن المدن للبيداء يعتمدون على العائلاتية والاسر المترابطة والكبيرة والقبيلة المتماسكة فكان الاستحياء من صنع العيب لأن هناك رادع ذاتي تربى منذ الصغر مع الجميع ، ولم يكن هناك استطاعة للوصول لدرجة العيب لان اقصى شيء كان يمكن المعاتبة عليه كلمة ( ميصحش ) وبطبيعة الحال كانت اقل بكثير من كلمة عيب.
فهل كان يستطيع احدهم ان يرفع صوته امام من هو اكبر منه سنا ؟، وهل كان يتجرأ احد ان يتلفظ بكلمة تخدش الحياء ولو في الطريق العام ؟ طبعا ما ذكرته مثالين غاية في البساطة الأن ، اما في الماضي فكانا جريمتان يتبرأ منهما المجتمع اجمع، لقد تربى هذا الشعب وعلى مدى تاريخه المشرًف على اهمية ان يجتنب العيب ويتقيه في كل اقواله وافعاله.
انتظر منك عزيزي القارئ ان ترد بتهكم . انك مازلت تتكلم عن الماضي وهل توقف الزمن في الماضي البعيد ولم تتحرك عجلة الزمن للأمام ؟.
معك كل الحق عزيزي القارئ المحترم فقط كنت اذكرك بماضيك الطيب وتاريخك المشرق ، كنت ابحث فيك عنك ، كنت انادي من الماضي حالما ان يسمعني صانعي المستقبل لأذكرهم بأنهم سادوا الامم فترات كبيرة من الزمن ليس بعلومهم فقط ولكن ايضا بأخلاقهم وقيم تربوا عليها.
فهل تتفق معي يا عزيزي اننا افتقدنا كلمة ( عيب ) من قاموس حياتنا وقلً مرددوها بل ومن الممكن انهم قاربوا على الاندثار ؟ ، هل فكرنا جميعا في كيفية ان نحيي تلك القيم النبيلة ؟ وكيف نربي ابناءنا وننشئهم على الفضيلة واجتناب العيب وبناء الوازع الذاتي لدى الطفل الذي يمنعه من صنع العيب والترفع عن الشيء الذي يسيء لصورته وصورة اسرته ( المتماسكة ) في المجتمع ، وهل فكر احدنا في احياء كلمة ( عيب ) من العدم ولو بقبلة الحياة لنجعلها متواجدة حتى لو ماتت ( اكلينيكيا ) ؟.
عزيزي القارئ ما اقوله ليس بأحلام ولا أوهام بل حقيقة حاولنا كثيرا طمسها متحججين ( برتم ) الحياة السريع وتناسينا ان نربي صغارنا على بعض القيم التي لا غنى عنها إن كنا نحلم بأن ننهض بوطننا فليس معنى النهوض هو التقدم الاقتصادي او العسكري او العلمي فقط ، لكن لابد ان تأتي الاخلاق والقيم في مقدمة النهضة لأننا وببساطة إن اهملناها اضعنا باقي اجنحة النهوض.