أحمد عفيفي يكتب.. "ليلة دخلة في مؤسسة إعلامية"

كنت من المحظوظين الذين عملوا بمهنة "صاحبة الجلالة"، لكي أخرج ما بداخلي وأدافع عن الحق والقيم التي تربيت عليها منذ الصغر، وطول الفترة التي عملت بها تعلمت من أساتذة كبار في مجال الإعلام والصحافة، وهم رموز كبار داخل المؤسسات الصحفية القومية والخاصة، وكانت بداية عملي داخل المؤسسات الإعلامية مثل قناة "التحرير"، و"TEN"، و"العاصمة"، وراديو "نغم أف إم" والكثير من الصحف والقنوات أيضاً.

ولكن في هذا المقال سوف أتكلم معكم بكل صراحة عن صدمة حدثت لي داخل مكان عملي، فمن وجهه نظري المتواضعة والبسيطة هي الأقوى، فمنذ ثلاثة أيام وجدت زميل لي يقول أرسلت لك فيديو عبر حسابك بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعندما قمت بفتح الفيديو فوجئت بالعنوان وهو "كيف تفضي غشاء البكارة؟"، وكان الفيديو مكون من ثلاث رجال وسيدة داخل لقاء إعلامي عبر قناة مصنفة من الدرجة الثالثة وهي "الصحة والجمال"، يتحدثون عن ليلة الدخلة والممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة، وكانت تلك المحادثة بأسلوب عامي واضح وصريح بدون أي خجل وكان الجهاز التناسلي تنطق مسمياته، بمصطلحات الحارة الشعبية المصرية، وهذا لا يليق بأي مؤسسة إعلامية.

وصعقت وصدمت أكثر عندما وجدت رجل من الضيوف يدعي أنه طبيب وأنا أشك في ذلك الأمر بسبب طريقة إلقائه على الجمهور والتي تبين أنه لا يدرك كيف يتحدث مع الجمهور من خلال مؤسسة إعلامية، فمثال على ذلك وجدته يقول بكل سهولة "أنت مش محتاج غير 2 سم عشان تفضي غشاء البكارة، يعني تدخل الرأس بس وتلاقي الدم نزل"، فوجدت فمي ينفتح وعيناي تنظر إلى شاشة الكمبيوتر، ولم أفق من هذا السرحان إلا وأنا أشعر بدخول زبابة داخل فمي المسكين، لأجده يقول "جهاز المرأة واسع جدًا، يستوعب أي شيء، والمتعة كلها في الشفتين اللي جوه اللي يقبضوا على قضيب الرجل"، لأجد نفسي أشكر الله أني لا أتابع تلك القناة على الأطلاق، وأن أشقائي في المنزل لا يتابعون تلك القناة، وإلا وجت نفسي أشاهد مثل تلك الأفعال الفاضحة التي تبث على الهواء مباشر داخل منزلي وبجواري شقيقتي وأمي.

وفي تلك الفقرة أرد على الشخص الذي سينتقضني ويقول لي أننا درسنا "الجهاز التناسلي" وتكوينه في الصف الثالث الإعدادي، فيا أستاذي يا من أحترم نقضة كلنا درسنا هذا الدرس، ولكني أسألك سؤال واحد فقط، فهل تتذكر ملامح وجه مدرسك والخجل يسيطر عليه وهو يشرح ذلك الدرس بطريقة علمية ومصطلحات غير صريحة حتى لا يخدش حيائك وأن تمارس العلم، فما رأيك بما يحدث داخل منصة إعلامية تعتمد علي بيع الهواء لأي شخص والساعة مقابل 4 آلاف جنيه؟.

وفي النهاية أقول لكم أن اسم البرنامج "فضفضة مع روبير" ويقدمه شخص يدعى "روبير الزوردقي" على شاشة قناة "الصحة والجمال"، فيالها من صحة وما أشد الجمال، وهنا السؤال هل شاهد أي مسئول داخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تلك الحلقة؟، وأن لم يشاهدها أحدث فأين أنتم يا سادة؟، والسؤال الثاني هنا موجه إلى نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة، هل السيد روبير الزوردقي مقدم البرنامج يحمل تصريح مزاولة المهنة وخضع للاختبار؟.