مصر عادت شمسك الذهب، مصر التي شرفها العلي القدير بالتجلي علي أراضيها لمرتين ؛ احداهما بصوته وهو يناجي نبية موسي علية السلام والاخري عندما جعل الجبل دكا، مصر التي شرفت بزيارة الأنبياء صلوات ربي عليهم اجمعين وأوت العذراء مريم وكريمها من بطش الرومان .
مصر الدولة قبل أن يعرف العالم معني كلمة الدولة بعد جهد جهيد وعمل غزير ، فهي كنانة الله في أرضة هي أمة وليست دولة تحدها حدودا جغرافية محدودة وفقا لما خلص الية العلامة المصري جمال حمدان في رائعة شخصية مصر ؛ فقدرها ان تكون مركزا حضاريا وشعاعا علميا وملجئا اقتصاديا ؛ وكيف لا وقد لجأ اليها اخوة يوسف وأبوة يعقوب علية السلام عندما عم العوز والمجاعة بمحيطها الجغرافي .
إلا أنها قد تعثرت لزمن بفعل فاعل أو بسؤ تقدير لآخر أو بإهمال وتقصير من ابنائها ؛ ففقد بعضا من بريقها وخفت تأثيرها وعطلت قوتها الناعمة ؛ وقدرها ان تتعثر ولاتنتهي، ثم ما لبس ان بدأت ان تستعيد توازنها وتستفيق من غفوتها وتقيم نهضتها لتسترد مكانها ومكانتها المستحقة .
فإصلاح داخلها وإقامة المشروعات الضخمة من طرق ومدن جديدة ومشروعات زراعية جديدة لا يشير الا الي رؤية صائبة لقيادتها الواعية والتي تقيم استراتيجيات تتبعها سياسات تنفذها برامج لتطوير خصائص البشر ؛ فمن سياسة تعليمية جديدة وخدمات صحية متميزة الي بيئة سكانية آمنة وغيرها من الخدمات .
فأستعادة مصر لشخصيتها وبريقها ؛ و يقظة قوتها الناعمة ذات التأثير العظيم ؛ هو الهدف الاسمي لتلك السياسات والتي لابد وان تحميها وتؤمنها قوة قادرة علي حماية مقدراتها في الداخل والخارج وهي لها وبعون الله .
أما وقد بدأت الشخصية في استعادة بريقها فعلي ابنائها القيام بالمتوقع منهم للحفاظ عليها وعلي أمنها واستقرارها لتستكمل بناءها .