ردًا على المُشككين؛ أصبحت مصر قوة لها كلمةٌ مسموعةٌ فى الاجتماعات السنوية الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأصبحت المواقف مُعلنة لدى الجميع، حتى تمنت كل جبهة من الجبهات الكبرى ضم مصر لسيطرته حتى تُثقل موازينه، وجاءت زيارة مصر الأخيرة للأمم المتحدة لتكميم أفواه كل من شكك فى قدرات الدولة المصرية.
هناك فى هذا المجلس المنعقد لإدارة شئون العالم، يتسابق كبار القادة والزعماء فى السنوات الأخيرة لعرض مواقف دولهم، والسعى من أجل كل ما يحقق المصالح الوطنية لشعوبهم، ويعزز دورهم فى إطار النمط الجديد من العلاقات الدولية.
فى سياق هذا الواقع، تكمن الحكمة وراء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على المشاركة فى الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة للعام الخامس على التوالي، وفي هذا المناخ الدولي تبرز أهمية حضور مصر على أعلى المستويات، لتقدم للعالم رؤيتها بشأن كل قضايا منطقتها وقارتها والعالم.
يبدو أن الدور المصري على هذه المائدة، قد تطور خلال السنوات الخمس التى شارك فيها الرئيس السيسي في هذا المحفل الدولي، ففي البداية ردًا على المشككين.. كانت مصر في حاجة إلى أن يسمع العالم صوتها، لتشرح وتوضح ما يدور فيها خلال السنوات الأخيرة، واتجاهاتها الراهنة، وموقفها من القضايا المعقدة من حولها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتدريجيًا تغير هذا الوضع لنصل اليوم إلى اهتمام العالم وحرصه على أن ينصت لمصر، ويستنير برؤيتها، ويستمع إلى تجربتها الناجحة فى مكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار، والإصلاح الاقتصادي الشامل في سنوات محدودة.
ولإثبات القوة التى أصبحت تمتلكها مصر؛ تنافس كبار قادة العالم على طلب عقد لقاءات مع الرئيس السيسي خلال حضوره الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى الأيام الماضية، بشكلٍ فاق كفاية الوقت المتاح على تلبيتها جميعاً، فعقد الرئيس 19 لقاء قمة «ثنائية وجماعية» مع أبرز القادة والمسئولين الدوليين، كما أنصت العالم للرئيس يتحدث في 4 قمم عالمية خلال 4 أيام هي الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمة نيلسون مانديلا للسلام، وقمة مواجهة تغيرات المناخ، وقمة مجموعة دول الـ 77 والصين.
لقد أدرك العالم مدى وعمق عودة مصر لدورها التاريخي في قمة السياسة الإقليمية والدولية، فكافأها بانتخابها عضواً في مجلس الأمن الدولي للمرة السادسة ( 2016 – 2017 )، ولرئاسة مجموعة الـ "77 والصين"، ولرئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي، ثم رئاسة الاتحاد الإفريقي بدءاً من يناير القادم (2019)، كل ذلك فى 4 سنوات فقط!.