خاص|«سلامة»: بكين لا تنظر إلا لمصالحها و تايوان خط أحمر

التصعيد بين قوى الشرق والغرب

السبت 04 مارس 2023 | 04:59 مساءً
الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية
الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية
كتب : هبه حرب

خلقت الأزمة الروسية الأوكرانية الدائرة منذ عام، تخوفات من اتساع الصراع بين معسكر الشرق والغرب، واندلاع مواجهة مباشرة بين الدب الروسي والتنين الصيني من جهة والغرب من جهة أخرى.

وتأتي هذه التخوفات في الوقت الذي تتمسك فيه جميع الأطراف بمواقفها، فـ موسكو تؤكد إستمرار الحرب من أجل أمنها، و أمريكا تقود الدعم الغربي اللامحدود لأوكرانيا، وذلك بالتزامن مع توتر العلاقات مع بكين بسبب العديد من القضايا أبرزها قضية تايوان.

ومن جانبه فقد أوضح الدكتور جمال سلامة على المحلل السياسي و الخبير في الشئون السياسية للشرق الأوسط و أستاذ العلوم السياسية خلال تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن حتى الآن لم تتدخل الصين في المواجهة مع الغرب، لا يوجد سوى اتهامات غربية لبكين بإمداد موسكو بالأسلحة، كما أشار إلى نفي الصين لهذا الأمر بشكل رسمي، بل تأكيدها على أنها تلتزم الحياد في هذه الحرب، وتدليلها على ذلك بعرضها الوساطة بين موسكو و كييف.

تصعيد الغرب ضد الصين لن يتحول لأمر واقع

وقد عبر جمال سلامة المحلل السياسي و خبير الشئون السياسية، عن أنه يرى أن تهديدات الغرب بالتصعيد ضد بكين لن تتحول إلى أمر واقع، مشيراً إلى أن القلق الغربي من صعود قوة الصين سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي يعود إلى ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة منذ عام.

ولفت سلامة خلال تصريحاته إلى أن الصين لن تتورط في مواجهة مع الغرب من أجل روسيا، وذلك بالرغم من التوافق القوي بين البلدين في الفترة الحالية، وأرجع السبب في ذلك إلى الاعتماد المتبادل والتعاون التجاري والاقتصادي بين بكين والغرب، وضرب مثل على ذلك باستثمار الصين الكبيرة في السندات الأمريكية.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الصين في علاقاتها الخارجية، تعظم مصالحها بشكل كبير سواء كان هذا الأمر على حساب الغرب أو روسيا، لذا فقد عبر عن رأيه أن بكين لن تمتلك الحافز لتتحالف بشكل قوي مع روسيا ضد الغرب أو العكس، لأنها في المقام الأول تبحث عن مصالحها فقط.

لذا فقد شدد سلامة على ضرورة أخذ تصريحات بكين على محمل الجد، فهي لن تكون في مواجهة مع الغرب كما أعلنت مراراً وتكراراً، وأن دورها لن يتجاوز دعم موسكو بالأسلحة، ويتوقف هذا الأمر على طبيعة التصعيد ضمن هذه الحرب.

مناطق نفوذ بكين هو نقطة التحول

واختتم الدكتور جمال سلامة تصريحات بتأكيده على أن الصين في الوقت الحالي محتفظة بمكانة وسط بين الغرب وروسيا، مشيراً إلى أن ما يغير هذا الأمر هو حدوث تطورات بشأن قضية تايوان، حيث أن هذه المنطقة تعتبر بمثابة حرم النفوذ لبكين.