سلام أم استسلام؟.. تحول مُفاجئ في الصراع الهندي الباكستاني |خاص

الثلاثاء 13 مايو 2025 | 02:55 مساءً
الهدنة بين باكستان والهند
الهدنة بين باكستان والهند
كتب : ولاء هيكل

يُعد الصراع الهندي الباكستاني من أقدم الصراعات الموجودة في المنطقة والأكثر تعقيدًاً في العالم المُعاصر، وتجدد الصراع من جديد بين نيوديلهي وإسلام أباد بعد أزمة كشمير الأخيرة، مُسببة حالة من الذعر العالمي، وسط مخاوف دولية تؤدي إلى الإنحدار في حرب شاملة بين جارتين نوويتين ذو تاريخ مشحون بالصراعات والحروب مُنذ أكثر من سبعة عقود.

وبعد كم القلق والتوتر والأحداث المُتصاعدة بشكل سريع، تلوح في الأفق كثير من الإشارات تُشير في النهاية إلى بداية إنفراجة من خلال الطرفين، وهُناك عدد من المُحلليين السياسيين أعلنوا عن أنها من المُمكن أن تندرج تحت مُسمي الخدعة الدبلوماسية، فأصبح هدوء الصراع ومُحاولة الوصول إلى السلام مُتشعب بين خيارين سلام أم استسلام.

فيشهد الملف الهندي الباكستاني تحرُكات غير مسبوقة من كِلا الجانبين للوصول إلى حل وسلام عاجل، فهل نحنُ على أعتاب سلام تاريخي؟ غير مسبوق، أم أن أحد الأطراف قرر الإستسلام فجأة تحت ضغوط داخلية وخارجية؟.

فشل عسكري وتكنولوجي

الدكتور محمد وازنالدكتور محمد وازن

وأشار الدكتور "محمد وازن" خبير العلاقات الدولية إلى أنهُ في ضوء التصعيد الأخير بين الهند وباكستان، ثم إعلان التهدئة المفاجئة، نتيجَة معطيات ميدانية لا يمكن إنكارها فمن الواضح أن الهند، خلال أيام معدودة من التصعيد، فقدت عددًا كبيرًا من الطائرات المسيّرة بعضها من طراز إسرائيلي متطور مثل "هاروب" وهو ما يُعد فشلًا مزدوجًا على المستويين العسكري والتُكنولوجي.

وأوضح "وازن" في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" أن الضربات الباكستانية المتكررة، سواء بالصواريخ أو المدفعية، وصلت إلى مناطق حيوية مثل لاهور وكراتشي، وأظهرت قدرات ردع فعّالة لا يُستهان بها، وفي المُقابل لم تُحقق الهند أهداف عسكرية واضحة على أرض الواقع بل تحولت العمليات إلى عبء إعلامي داخلي وحالة من الإرباك في القرار السياسي والعسكري.

مُناورة استراتيجية

وأكد الدكتور "محمد وازن" على أن السلام ليس تنازلًا بل مناورة استراتيجية فلا يمكن الجزم بأن الهند قدمت "تنازلات" صريحة، بقدر ما أعادت تقييم الكلفة السياسية والعسكرية للمواجهة، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات وتنامي الضغط الشعبي والاقتصادي، فالسلام هُنا سيكون تحت بند "وقف إطلاق نار مشروط" أكثر من منح باكستان زخماً دبلوماسياً كونهُ تسوية نهائية تخدم الطرفين.

وأشار إلى أن دور الأطراف الخارجية لا يمكن إغفاله، فـ"إسرائيل" كانت شريكًا غير معلن في دعم الجانب الهندي، بينما الصين راقبت الموقف عن كثب، وروسيا بدت حريصة على عدم خسارة أي من الطرفين، بالإضافة إلى أن الولايات المُتحدة مارست على الأرجح ضغوطا لإحتواء التصعيد، خاصة في ظل أجواء دولية لا تحتمل اشتعال جبهة نووية، فالسلام ليس نتيجة خسارة الهند ولا تعكس انتصار لباكستان، بل هو قناعة دولية أن أى خطأ بين قوتيين نوويتين مُتقاربتين جغرافيًا قد يُشعل الكوكب بأكملهُ، فيُعرف استراتيجياً "بالسلام المُتوتر". 

اقرأ أيضا