في الفترة الأخيرة أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سينتقل إلى المرحلة الجديدة من التصعيد في حرب غزة وهي مرحلة الغزو والاحتلال البري.
بعدها بساعات ضربت صواريخ الحوثيين مطار بن غوريون، فردت إسرائيل بالتصعيد في اليمن بعشرات الهجمات التي استهدفت في المقام الأول مطار صنعاء.
التصعيد المتجدد يطرح تساؤل حول من يملك مفاتيح إيقاف هذه الحرب؟ وهل الحل في تل أبيب أم في واشنطن؟ ولماذا يصر نتنياهو على التصعيد كلما هدأت الأمور؟.
نصر لأجل الحصانة
قال الدكتور عمرو الهلالي، المحلل السياسي، إن نتنياهو يواصل الحرب ليس فقط لتحقيق أهداف أمنية لإسرائيل، بل أيضًا لأغراض شخصية بحتة تتعلق بتأمين مستقبله السياسي والقانوني.
وأوضح الهلالي، أن نتنياهو يهدف لإشعال خارج الحدود بهدف تحقيق أي نصر يمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية، التي ستواجهه حال توقفت الحرب ودُعي إلى انتخابات جديدة قد يخسرها، ما يؤدي إلى سقوط حكومته وتقديمه للمحاكمة بتهم فساد قد تصدر فيها أحكام بالسجن.
وأضاف الهلالي أن نتنياهو، على مدار أكثر من عام ونصف، يتنقل بين الجبهات المختلفة، فلا يحارب جميعها بالكثافة نفسها، بل ينهي جبهة لينتقل لأخرى، مستغلًا كل اختراق أمني أو تطور كذريعة لتوسيع نطاق المواجهة.
وأشار إلى أن هجمات 7 أكتوبر شكلت الدافع الأكبر لإسرائيل لتنفيذ خطتها في القضاء على حماس، ونجحت جزئيًا في إخراج الحركة من المشهد باستثناء بعض الجيوب الصغيرة.
وتابع: "بعد غزة، اتجه نتنياهو إلى الجبهة اللبنانية، حيث نجح في تصفية قادة الصفين الأول والثاني من حزب الله، وألحق أضرارًا كبيرة بقوة الحزب، مما أخرجه مؤقتًا من معادلة المواجهة، كما تلقت إيران ضربات مؤلمة باغتيال قادة الفصائل الفلسطينية التابعة لها في قلب طهران، ما أجبر القيادة الإيرانية على التحصن في المخابئ، بالتزامن مع ضغط أمريكي مستمر على طهران لعدم التصعيد في الملف النووي".
وفي ما يتعلق بالتصعيد الأخير ضد الحوثيين، أشار الهلالي إلى أن "صواريخ الحوثيين التي وصلت إلى العمق الإسرائيلي كانت ذريعة مناسبة لتوسيع الهجمات الجوية على اليمن وفتح جبهة جديدة ستظل مفتوحة لفترة طويلة".
أما في سوريا، فقد أشار الهلالي إلى أن التطورات الداخلية سمحت لإسرائيل بتحقيق مكاسب غير مسبوقة، حيث وسعت من نطاق سيطرتها في الجولان حتى جبل الشيخ، ووجهت ضربات لمناطق قريبة من القصر الرئاسي في دمشق، في رسالة واضحة بأنها قادرة على اغتيال شخصيات مهمة مثل أحمد الشرع.
وشدد الهلالي على أن "نتنياهو لديه أجندته الخاصة لإشعال كل الجبهات وإبقاء كل خيارات المواجهة مفتوحة، فكلما هدأت جبهة، يستعد لغزو رفح أو التحرش بالضفة الغربية لاقتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية".
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، قال الهلالي: "نتنياهو يبدو خارجًا عن الطوع الأمريكي وحتى عن حسابات ترامب، ويستغل الخروقات العسكرية في الجبهات المختلفة كمبرر لاستمرار الضربات والتصعيد، باستثناء الملف الإيراني، الذي لا تزال واشنطن تحاول تهدئته".