ليبيا على صفيح ساخن.. حرب الشوارع تهز طرابلس وسجناء خطرون يفرون

الاربعاء 14 مايو 2025 | 01:11 مساءً
اشتباكات ليبيا
اشتباكات ليبيا
كتب : ولاء هيكل

في ظل الأحداث المشتعلة بكثير من الجبهات في المنطقة، اهتزت العاصمة الليبية طرابلس، يوم أمس، على وقع صراع مسلح مفاجئ، لتُفتح صفحة جديدة في سجل الاضطرابات الأمنية التي تهز البلاد.

فقد اندلعت الاشتباكات في منطقة أبو سليم بين قوتين ليبيتين، هما: قوات الردع الخاصة وجهاز دعم الاستقرار، لتتحول مناطق آمنة إلى ساحة قتال تُهدد الأمن والاستقرار، حيث فُجع الليبيون بمقتل أحد أبرز القادة الأمنيين في طرابلس، وهو قائد جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي.

وينذر اغتيال قائد جهاز دعم الاستقرار بتوترات كبيرة قادمة في المشهد السياسي والأمني الضعيف بالفعل، في ظل دعوات للانتقام وتصاعد حدة التوتر بين الفصائل المتناحرة.

الشرارة الأولى

أفادت شبكة BBC، أمس، وفقًا لمصادر أمنية، أن العاصمة الليبية طرابلس شهدت اشتباكات عنيفة.

فبدأت الشرارة الأولى بتوتر غير متوقع بين الطرفين، سرعان ما تحول إلى مواجهات دامية.

وكان إطلاق النار على مقر جهاز دعم الاستقرار في شارع النصر موجهًا لاستهداف قائد الجهاز عبد الغني الككلي بشكل شخصي، ما يندرج تحت تصنيف "عملية اغتيال"، وهو ما أثار غضب أنصاره ودفعهم لإطلاق دعوات للانتقام وحشد واسع النطاق.

رعب في الشوارع وفوضى في السجون

وذكر شهود عيان في وسائل إعلام متفرقة أن هناك دوي انفجارات في مناطق متعددة من شوارع طرابلس، تلاها تصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة.

وتم إغلاق معظم الطرق المؤدية إلى منطقة أبو سليم، حيث فرضت القوات الأمنية طوقًا مشددًا على محيط الاشتباكات، وأُطلقت تحذيرات من رجال الأمن موجهة للسكان بعدم مغادرة المنازل حفاظًا على سلامتهم.

وأعلن جهاز الشرطة القضائية عن فرار عدد من السجناء الخطرين من أصحاب الأحكام المشددة، حيث استغل بعضهم الفوضى بمحيط سجن الجديدة للفرار من خلف القضبان.

قلق دولي.. والدبيبة يُهدد

وخرج رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عن صمته في خطاب شديد اللهجة، أكد فيه أن الأوضاع الحالية تحت السيطرة، وأن القوات النظامية قد بسطت سيطرتها على مناطق الاشتباكات، متوعدًا بمحاسبة كل من لجأ إلى العنف، مشددًا على أن ليبيا دولة قانون، ولن يسمح لأحد بإثارة الفوضى فيها.

وعلى الصعيدين الدولي والمحلي، تزايدت ردود الفعل القلقة من تصاعد التوترات في ليبيا والانحدار مجددًا نحو نزاعات بين الفصائل الليبية. 

وقد دعا المجلس الأعلى للدولة إلى ضرورة وقف التصعيد والعودة إلى المسار السياسي الصحيح، ورفع مصلحة ليبيا فوق المصالح والنزاعات الشخصية.

كما عبّرت منظمة الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوترات، محذرة من تداعيات هذه الاشتباكات على المدنيين العزل، وتأثيرها المباشر على الاستقرار الهش للعاصمة الليبية. 

كما حثت السفارة الأمريكية في ليبيا على ضرورة التهدئة الفورية، مؤكدة أن الحل العسكري لن يكون طريقًا لحل الأزمة الليبية.

اقرأ أيضا