جملة تتكرر كثيرًا في مجتمعنا "البنت ليها بيتها وبس"، فعندما يبحر عقلك خارج المنطقة التي تقطنها لتحاول استيعاب أعمال وعادات أخرى، يزداد شهوة المعرفة، وذلك الأمر يثير تساؤلات عديدة لتلك السيدات التى غيرن وجهة نظر المجتمع، لديهن من العمل كنجارة وميكانيكية هذه الأعمال الشاقة، التي دائمًا ما كنا نراها لا تصلح سوى للرجال فقط، لكن بعض الفتيات قمن بتغيير نظرة المجتمع وأنها مهنة للجميع، وأنهن قادرات على العمل فيها.
لقاء الخولي، كانت إحدى الفتيات اللاتي عملن في هذه المهن من عمر الحادية عشرة وتعلمت مهنة الميكانيكي من والدها، فهو الذي قام بتعليمها وجعلها تحب العمل والسيارات، على الرغم من المضايقات التي تتعرض لها كونها فتاة، لكنها تغلبت على مثل هذه الأشياء بل اتخذتها دافعا لها.
وأضافت "لقاء" أنها أكملت دراستها حتى مرحلة دبلوم تجارة، وكانت تعمل مع الدراسة بالرغم من تعجب الزبائن وأيضًا زملائه والمدرسين بقدرتها على العمل في هذه المهنة، الكثير كانوا يشعرون بالخوف منها على سياراتهم في البداية، ولكن عندما شاهدوا طريقة عملها أصبحوا يثقون فيها، معبرة عن حبها للعمل قائلة "بحب الشغلانه دي وهكمل فيها ومش هسيبها".
أكدت أنها قامت بدعوة الفتيات اللاتي تحب تعلم هذه المهنة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت بنشر منشور بأنها ستقوم بتأجير أحد الأماكن في الأقصر، وتتحدث معهم عن الحرفة والأساسيات التي يجب تعلمها، وذلك جعل الإقبال من الفتيات بشكل كبير، وهذا ما شجعها على الاستمرار في الفكرة وتطويرها.
أما عن الأسطى "أسماء مدحت" 30 عامًا، كما تحب أن تنادى به، بدأت العمل بالنجارة منذ 4 سنوات بعد زواجها بشهرين، وذلك عندما رأت والدة زوجها تقوم بالنزول معه لمساعدته في الورشة، فقررت العمل بالنجارة معه، حيث تقول بالبداية كانوا يقومون بإصلاح الأثاث القديم فقط، ولكن تطور الأمر لتقوم بتصميم وتصنيع مطابخ وغرف بنفسها.
أضافت "أسماء" أنها تعرضت للكثير من الانتقادات، بداية من والدتها التي كانت رافضة الفكرة بسبب عملها مع رجال في الورشة، ولكنها عندما شاهدت إقبال الجميع وإعجباهم بأعمال ابنتها رحبت كثيرًا، وأيضًا تعرضت للمضايقات من المارين أمام الورشة، ولكنها لم تبال فخرًا منها بأنها تساعد زوجها.
وأشارت إلى أنها تبدأ يومها بتوصيل ابنها إلى المدرسة، ثم تذهب للورشة والعمل مع زوجها، ويأتي الليل عليها لتذهب إلى البيت، وتساعد ولدها في إنجاز واجباته المدرسية.