لم يعد التواصل الاجتماعي مجرد رفاهية، بل أصبح ضرورة صحية لا تقل أهمية عن الغذاء المتوازن أو الرياضة المنتظمة، خاصة مع التقدم في العمر، فبحسب تقرير حديث نشره موقع "Times Now"، فإن العلاقات الاجتماعية المتينة تمثل حجر الأساس لحياة صحية عند كبار السن، وتحميهم من التدهور العقلي والجسدي.
الدكتورة مينال ثاكرال، أخصائية طب الشيخوخة في مستشفيات أرتميس بالهند، أكدت أن مجرد محادثة بسيطة مع جار أو صديق يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي يعادل تناول الفيتامينات، فالتواصل اليومي، مهما كان بسيطًا، يدعم الصحة النفسية، ويقلل من التوتر، ويُسهم في الحفاظ على اتزان الحالة العاطفية.
وأوضحت ثاكرال أن العزلة الاجتماعية لا تؤثر فقط على المشاعر، بل تترك آثارًا جسدية حقيقية، مثل زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وحتى الوفاة المبكرة، كما تُضعف الوحدة جهاز المناعة، وتجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، إلى جانب تأثيرها المباشر في تفاقم مشاعر الاكتئاب والقلق.
من جهة أخرى، أظهرت الدراسات أن كبار السن الذين يتفاعلون بانتظام مع الآخرين، يتمتعون بصحة عقلية أفضل، ويُظهرون معدلات أقل من التدهور المعرفي المرتبط بالخرف، فتلك اللحظات الاجتماعية، سواء عبر نشاط جماعي أو مكالمة مع أحد أفراد الأسرة، تعزز من الشعور بالانتماء والقيمة، وتمنح الحياة اليومية معنىً أعمق.
وتنصح الجهات الصحية كبار السن بالانضمام إلى الأندية الاجتماعية أو مجموعات الهوايات، كما أن تعلم مهارات جديدة مثل استخدام التطبيقات أو إجراء مكالمات الفيديو يمكن أن يعزز من الروابط مع الأجيال الشابة ويمنحهم نافذة جديدة للعالم.