رغم أن المكملات الغذائية تُعد وسيلة شائعة لتعويض نقص العناصر في الجسم وتحسين الصحة العامة، إلا أن بعض الأنواع قد تُشكل خطرًا غير متوقع على من يعانون من التهابات مزمنة، بحسب ما يؤكده خبراء التغذية الذين حذروا من تناول بعض المكملات دون استشارة طبية.
ويأتي في مقدمة هذه المكملات مكملات الحديد، التي يُنصح بها غالبًا لمن يعانون من فقر الدم، إلا أن تناولها بجرعات مرتفعة قد يؤدي إلى زيادة الالتهاب داخل الجسم، بالإضافة إلى آثار جانبية مزعجة مثل الغثيان والإمساك، ما يجعل استخدامها دون حاجة طبية مبررة أمرًا غير آمن.
أما حمض اللينوليك المترافق (CLA)، الذي يُروج له كوسيلة فعالة لإنقاص الوزن، فقد أظهرت الأبحاث أنه يرفع مستوى مؤشرات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي "CRP"، مما يجعله خيارًا غير مناسب لمن يعانون من التهابات مزمنة أو أمراض مناعية.
في السياق ذاته، يمثل الإفراط في تناول مكملات فيتامين A خطرًا خفيًا على الصحة، حيث تشير الدراسات إلى أن تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها يمكن أن يؤدي إلى تحفيز الالتهاب بدلاً من تقليله، وهو ما يعرض المستخدمين لمضاعفات غير متوقعة إذا لم تُضبط الجرعة.
ومن المفاجآت التي نبه إليها الأخصائيون، مكملات الطحالب الخضراء المزرقة مثل "السبيرولينا"، والتي رغم شهرتها في دعم المناعة وخفض الضغط، إلا أن استخدامها في حالات الأمراض الالتهابية أو المناعية الذاتية قد يُسبب تنشيطًا مفرطًا للجهاز المناعي، مما يفاقم الحالة الصحية.
وفي ضوء هذه التحذيرات، يشدد الخبراء على أهمية مراجعة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مكمل غذائي، مهما بدا آمنًا أو طبيعيًا، فالصحة لا تحتمل التجربة، خاصةً حين يتعلق الأمر بالجهاز المناعي والالتهابات المزمنة.