كشفت دراسة حديثةـ أن التغذية السليمة تلعب دورًا أساسيًا في تقليل مخاطر الإصابات التي يتعرض لها الرياضيون أثناء ممارسة رياضة الجري، حيث أظهرت الإحصائيات أن ما يقارب 80% من عدائي المسافات الطويلة و44% من عدائي المسافات القصيرة يعانون من إصابة واحدة على الأقل خلال مسيرتهم الرياضية، الدراسة، التي نُشرت في مجلة "العلوم والطب الرياضي"، أكدت أن نوعية النظام الغذائي تؤثر بشكل كبير على شدة الإصابات، حيث تلعب الدهون والسعرات الحرارية والألياف دورًا مهمًا في زيادة تلك المخاطر.
في إطار الدراسة، تبين أن الرياضيين الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفضًا في الدهون والسعرات الحرارية هم أقل عرضة للإصابات، خاصة إصابات العظام، وقد أشارت الباحثة إيرين كول باتش، المتخصصة في التغذية بجامعة جنوب أستراليا، إلى أن التغذية السليمة تلعب دورًا مهمًا في وقاية الرياضيين من الإصابات الشائعة المرتبطة بالجري، مؤكدة أن التوازن في تناول السعرات الحرارية والدهون يساعد بشكل ملحوظ في تقليل تلك المخاطر.
من جانبها، أكدت الدكتورة سارة ميرال، المديرة الطبية للطب العائلي في جامعة كاليفورنيا، على أهمية التغذية الصحية للعدائين، مشيرة إلى أن الجسم يميل لامتصاص العناصر الغذائية من العظام إذا كانت التغذية غير كافية، مما يزيد من احتمالية التعرض للإصابات، وأوضحت أن تناول الدهون الصحية ضروري لتقوية العظام والعضلات، مما يعزز القدرة على التعافي بسرعة.
كما أوصت الدراسة الرياضيين باتباع نظام غذائي متوازن يضم كميات كافية من الدهون الصحية، الكربوهيدرات، والألياف مع ضرورة تناول الفواكه والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، بالإضافة إلى البروتينات المناسبة لدعم صحة العضلات والعظام. يمكن أيضًا استخدام المكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في بعض الحالات.
ولقد أشارت الجمعية الأمريكية لأخصائي التغذية الرياضية إلى أن العدائين بحاجة إلى استهلاك 50% إلى 65% من سعراتهم الحرارية اليومية من الكربوهيدرات، 20% إلى 35% من الدهون، و10% إلى 20% من البروتينات لتحقيق التوازن الغذائي الأمثل للوقاية من الإصابات وتعزيز الأداء الرياضي.