لم تحالفني الظروف طوال فترة عملي في وزارة الداخلية ان التقى او اتواصل مع السيد اللواء/ خالد عبد العال محافظ القاهرة الحالي....ولكنني في حقيقة الامر لم يصلني عنه الا كل نجاح وتفان وإخلاص في عمله كمديراً لأمن القاهرة الذى استمر فيه قرابة ثلاثة سنوات حقق خلالها العديد من النجاحات التي اهلته للترشح كمحافظاً للقاهرة واعتقد انه كان من أوائل من تم اخطارهم بهذا المنصب فور الاعلان عن الاعداد لحركة المحافظين التي أعقبت بداية الفترة الرئاسية الثانية للسيد الرئيس وبالتالي فلم يكن اختياره او ترشيحه قد تم بشكل عشوائي كما يروج البعض بل انه جاء بعد دراسة متأنية لتاريخه الوظيفي وادائه المهني المشرف. اليوم وانا اكتب للسيد محافظ القاهرة والذى تولى الأمانة منذ أربعة اشهر ومعه العديد من السادة المحافظين الجدد....وبعد ان هدأت الأقلام التي حاولت اغتياله معنوياً في اعقاب مداخلة السيد رئيس الجمهورية معه والتي وجه له فيها عدة أسئلة لم يكن يتوقعها حيث انه كان مهيأ لعرض ما تم إنجازه من مشروعات تمت او جارى استكمالها وبالتالي فكان كل تركيزه على هذا العرض...بل انه من الطبيعي ايضاً في محافظة مترامية الأطراف ويبلغ عدد سكانها قرابة 25 مليون نسمة حتى انه يوماً ما تم تقسيمها الى محافظتين وهما القاهرة وحلوان ان تكون هناك فترة زمنية كافية للإلمام بكافة مشاكل العاصمة السكانية والديموغرافية ومشاكل المياه والكهرباء والتعديات والمخالفات وايضاً العشوائيات....واعتقد ان السيد الرئيس عندما كان يوجه الأسئلة للمحافظ لم يكن يقصد احراجه او الإساءة اليه بل كان يهدف الى ان يظهر للرأي العام حجم الإنجازات التي تمت في السنوات الأربعة التي تولى فيها مقاليد الحكم في البلاد والجهود التي بذلت لتحقيقها....واعتقد ان أيا من السادة المحافظين الجدد لو تعرض لتلك الأسئلة المتلاحقة من السيد الرئيس وامام هذا الحشد من الحضور لابد ان يجد صعوبة في الرد عليها بنفس سرعة توجيهها. لقد كانت مداخلة السيد رئيس الجمهورية مع محافظ القاهرة احد دروس القيادة والإدارة....وتحديداً إدارة الازمات واذا كان ما حدث في هذا الموقف قد مثل ازمة للسيد المحافظ فاننا نعلم انه من اهم مراحل إدارة الازمات هي مرحلة الدروس المستفادة....واعتقد ان هناك العديد من الدروس التي تحققت في تلك المداخلة....اهمها ضرورة الوقوف على كافة مشاكل الجهة الإدارية التي تمثلها وكيفية التعامل معها والمحاولات التي بذلت لحلها والموازنة التي حددتها الدولة لتلك الجهة والية التصرف فيها وكيفية تعظيمها....والعمل على تقزيم السلبيات وتعظيم الإيجابيات في ضوء الإمكانيات المتاحة. اننى اناشد السيد محافظ القاهرة بضرورة الاستمرار في عمله بنفس العزيمة والطموح والا يتأثر بتلك الأقلام التي تناولت ما حدث.... وان يجعل من ذلك نقطة انطلاق لتحقيق أفضل الإنجازات واهمها في محافظة القاهرة.... وانا على يقين انه أهل لذلك بإذن الله. وتحيا مصر....
د/ محسن الفحام يكتب.. ”إلى الأمان” إلى محافظ القاهرة
الجمعة 21 ديسمبر 2018 | 02:20 مساءً
اقرأ ايضا