تم ذكر أعداء الوطن، أعداء مصر فى نص مصري قديم يرجع إلى عصر الملك خيتى الثالث، صاحب النص و قد حكم هنا الملك مصر إبان عصر الأسرة العاشرة ، منذ حوالى 4 آلاف سنة.
و قد حكم من مدينة إهناسيا المدينة (هرقليوبوليس) فى بنى سويف الحالية. نصح خيتى ، ملك مصر، إبنة "مرى- كا – رع" الكثير من النصائح. أما النصائح المتعلقة بالإرهاب فكانت: "و فى داخل مصر ذاتها لا يهدأ العدو و تقاتل القوات بعضها البعض".
و ترجع العالمة كلير لا لويت" أن العبارة عبارة عن إشارة إلى المعارك التى احتدمت بين ملك "ننى نسويت (هرقليوبوليس) و قوات حكم أقاليم مصر العليا. ثم يكمل الملك خيتى قائلاً: إن مصر تقاتل فى الجبانة نفسها، منتهكة حرمة المقابر و منتهكة حرمة الرفات". و تفسر نفس العالمة هان عبارة "منتهكة حرمة"، بأن معناها حرفياً "بالحفر بمعزقة" و هى صورة عينية "للهدم".
و يؤكد "خيتى" لإبنه أن هذا حدث فى الماضى و يتكرر و هو يحذره منه و ينصح إبنه و ينبهه، و قال :" لقد إرتكبت مثل هذة الأمور، و نفس الشىء يحدث الآن، حسبما يحدث لذلك الذى يرتكب على نحو مشابه، جريمة فى حق الرب".
ثم يتكلم عن صعوبة الوصول إلى بلاد العدو الأسيوى الذى وصفه بالخسيس، و وصف أرض بلاده بأنها "وعرة" و ماؤها "شحيح"، و طرقها سيئة بسبب الجبال". ثم يصف عدوه الخسيس بأنه:" لا يقيم فى مكان واحد و يطلق لسيقانه العنان...".
ثم يستمر خيتى فى وصف عدو مصر الخسيس الأسيوى قائلاً:".... مثله مثل لص رفض الحياة فى مجتمع....".
و يشرح الملك لإبنه بعد ذلك كيف إنتصر:".. و عملت على أن يوجه الوجه البحرى لهم ضربات و ... حتى ضج الأسيويون من مصر".
ثم يطمئن ابنه " لا تعر إذن هذا الموضوع أى إهتمام، لأن الأسيوى قد صار من الآن فصاعداً أشبه بتمساح على شاطىء (مصر).... عاجز عن الإستيلاء على أرض به مدن عديدة.
أقول دعونا نلمىء سيناء بالمدن العديدة، يعيش بها مصريين كثر فتزدهر و تتطور، و تكون تلك المدن و هؤلاء المصريين مع الجيش و الشرطة حائط صد مستحيل على أعداء الوطن إختراقه.
و قد أكد خيتى هذا المعنى و هو يقول:" لقد اعيد بناء مدينة "مدنيت" (عند الحدود الشرقية للدلتا) و البحيرات المرة تروى أحد جوانبها. أنظر، إنها الحبل السرى للأجانب.
لقد شيدت أسوارها من أجل القتال و جنودها الكثيرون و سكانها يعرفون حمل السلاح ...." تاريخنا فى التعامل مع حاضرنا. أما عن الإستراتيجيات الدفاعية و من أين يأتى الخطر و كيف يتصرف العدو، و قال: "ماذا هوجمت حدودك الجنوبية، عندئذ سوف يشد أجانب الشمال السير المصنوع من الجلد (ربما يكون يقصد اللجام هنا)".
و فى قاعة الصدق (قاعة الحقيقتين) التى يحاسب فيها المتوفى أمام 42 قاضياً و إلاهاً حسب الطقس المصرى القديم فى أكثر من موضع، يقول المتوفى نافياً عن نفسه الأخطاء، مطهراً نفسه من هذة الأشياء و الأفعال المشينة "إنى لم إرتكب ضد الناس أيه خطيئة... إنى لم أرتكب أى شىء خبيث... و لم أتسبب فى إبكاء أى إنسان.... إنى لم أرتكب القتل.... إنى لم أسبب تعساً لأى إنسان ... إنى لم أقتل رجالاً... إنى لم أسرق أمراً ينتحب على متاعه..... إنى لم أبعث الخوف.... إنى لم أذك الشجار ... أنى أعيش على الحق... و آكل من عدالة قلبى".
و عن ردع الشر ينصح الوزير و عمدة المدينة "بتح حتب" منذ 2400 قبل الميلاد تقريباً قائلاً:" عاقب عقاباً شديداً، و قوم تقويماً قاطعاً، و سيكون ردع الجريمة مثالاً (على قوة) الطبع".
و بالنسبة لمن يخرج عن "العدالة- الحقيقة" يقول:".... و يعاقب كل من يخرج على نواميسها.... أما الخسة فلم يسمح لها أبداً بالرسو فى أى من الموانىء قد تستطيع البناءة أن تحقق الثروات و لكن قوة الحقيقة – العدالة هى دوامها".