عقد وفد برلمان البحر الأبيض المتوسط رفيع المستوى برئاسة النائب محمد أبو العينين، نائب رئيس مجلس النواب والرئيس الشرفي للبرلمان، سلسلة اجتماعات فى دمشق خلال زيارته الحالية لسوريا للاطلاع على الاوضاع هناك وبحث سبل تعزيز التعاون البرلماني بين برلمان البحر المتوسط ومجلس الشعب السورى، حيث التقى الوفد حمودة صباغ رئيس مجلس الشعب السوري، كما التقى أعضاء هيئة مكتب المجلس وأعضاء لجنة الشئون العربية والخارجية والمغتربين.
وأكد النائب محمد أبو العينين، على قوة ومتانة علاقات الشعبين المصري والسوري على مر التاريخ، مشيرًا إلى أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعم للدولة السورية والحفاظ على وحدتها ودعم مؤسساتها، من أجل الوصول إلى حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويلبي طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، وينهي كل مظاهر التدخلات الخارجية في شئونها.
وأشاد "أبو العينين" بقوة وإرادة الشعب السوري التى ساهمت فى الحفاظ على سورية موحدة وقوية وستكون الدافع في المستقبل لإعادة اعمارها وايجاد الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين السوريين الى بلادهم، مشيرا الى أن الأشقاء السوريون الذين وفدوا الى مصر يلقون كل مودة وترحاب من الدولة ومن الشعب المصرى، مضيفا أن السورى يعامل كالمصرى تماما وله كافة الحقوق فى الحصول على التعليم والصحة بشكل مجانى وله حق العمل والاستثمار مشيدا بالدور الايجابى للسوريين فى مصر لاسيما على الصعيد الاقتصادى.
وعبر ابو العينين عن تضامنه ودعمه الكامل للشعب السورى مؤكدا أهمية نقل ما يعانيه الشعب السوري من آثار العقوبات الاقتصادية إلى العالم عبر برلمان البحر المتوسط الى برلمانات العالم، مشيرًا الى ضرورة الرفع الفورى للعقوبات التى تضر بالشعب السورى الذى يتعرض لظلم بين وعانى الكثير خلال السنوات العشر الماضية، مطالبا بالرحيل الفورى للاحتلال الأجنبي غير الشرعي لبعض الاراضى السورية، مؤكدًا أن الشعب السورى من حقه أن يعيش حرا على أرضه وأن يبنى مستقبله بارادته الحرة المستقلة ودون تدخل خارجى مشددا على الرفض الكامل لأى تدخل خارجى فى الشأن السورى. ومطالبا بانهاء التلاعب بمعاناة الشعب السورى وبالقضية السورية فى الصراعات بين الدول الكبرى، وضرورة وفاء المجتمع الدولى بتعهداته من أجل مساعدة الشعب السورى على إعادة إعمار بلده. وقال إن برلمان البحر المتوسط سيكون حريصا على نقل الصورة الحقيقية لما تشهده سوريا الى كل برلمانات العالم.
وقدم النائب محمد أبو العينين شرحًا وافيًا لما واجهته مصر من تحديات أمنية وإقتصادية فى أعقاب عام 2011، مشيرًا الى أن الشعب المصرى بالتفافه حول قيادته وقواته المسلحة فى أعقاب ثورة 30 يونيو نجح فى أن يحافظ على دولته ويستعيد هويته ويعزز مؤسساته الوطنية. لافتًا الى أن تجربة مصر فى التنمية والبناء ومكافحة الارهاب والحفاظ على الدولة هى تجربة تحتذى لكثير من دول المنطقة.
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس الشعب السورى حموده صباغ أهمية دور برلمان البحر الأبيض المتوسط في تقريب وجهات النظر بين البرلمانات، والمساهمة في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في سورية إلى باقي برلمانات العالم، مشيرًا إلى حرص المجلس على المشاركة في المؤتمرات البرلمانية الدولية، والتنسيق في العمل المشترك بما يخدم شعوب المنطقة والعالم.
واستعرض رئيس مجلس الشعب السورى مع الوفد ما تعرضت له سورية خلال السنوات الماضية من حرب إرهابية، كان الهدف منها تقسيم سورية والسيطرة على مقدراتها، لافتًا إلى قيام المحتل الأمريكي بسرقة ثروات المنطقة الشرقية من سورية، وقيام الاحتلال التركي بقطع مياه الشرب عن أكثر من مليون مواطن في محافظة الحسكة، إضافةً إلى ما يقوم به المحتل الإسرائيلي من استهداف المدنيين والبنى التحتية في سورية.
وبدورهم أكد أعضاء وفد برلمان البحر المتوسط وقوفهم إلى جانب سورية في الحرب على الإرهاب، مشيرين إلى أهمية دور الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات بين الدول، ولافتين إلى أهمية مشاركة سورية في الاجتماعات المقبلة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، والعمل معاً في الدول المتوسطية لبحث إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري وتسهيل عودة اللاجئين إليها. مشيرين إلى أن سورية ستعود أقوى مما كانت وتأخذ مكانها الطبيعي في جميع المحافل الدولية.