تشهد منطقة الشرق الأوسط متغيرات متلاحقة خلال الآونة الأخيرة، حيث تحرك الساكن في قضايا وأزمات زعزعة أمن واستقرار الإقليم لسنوات.
وهذه التطورات دفعت البعض للحديث عن أن العلاقات بين الشرق الأوسط و واشنطن تضررت بعض الشيء، وذلك نتيجة ظهور دور لدول أخرى في المنطقة، لا سيما الصين، خصوصاً في الوساطة بين الرياض وطهران.
أمريكا لم تنسحب من المنطقة
ومن جانب، فقد رأي بهاء محمود الباحث فى العلاقات الدولية خلال تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم"، أن التطورات الجارية في الإقليم تتضمن رؤيتين لإنعكاس هذا الأمر على الدور الأمريكي في المنطقة، الأولى منهم تعتبر أن هذه التطورات تعد بمثابة انسحاب للولايات المتحدة الأمريكية من المشهد في الإقليم، إلا أنه أشار إلى أن هذه الرؤية غير منضبطة، حيث أن القواعد العسكرية الأمريكية لاتزال موجودة في المنطقة.
وتابع الباحث فى العلاقات الدولية، بقوله أن الرؤية الأخري لهذه التطورات، فتتمثل في أمريكا لم تعد مشغولة بالقضايا الجارية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث أن انشغالها ينصب على قضايا أهم بالنسبة لها بمنطقة أخري وهي منطقة المحيطين الهندي والهادي، حيث أن دور أمريكا في هذه المنطقة و تواجدها من خلال اتفاقات تجارية و عسكرية مع دول هذه المنطقة يؤثر بشكل مباشر ويزعج الصين وروسيا، وهو الهدف الأهم حيث يعدان كلا البلدين أكبر أعداء واشنطن وأولوية لأمريكا في الوقت الحالي التصدي لهم بل والقضاء عليهم.
وبذلك أفاد محمود أن ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية لم تنسحب من منطقة الشرق الأوسط، بل هي تعيد توظيف أدواتها في مخططاتها، الذي يعطي الأولوية للصراع مع أعدائها الممثلين في الصين وروسيا.
وفيما يتعلق بالتقارب العربي السوري، فقد أشار الباحث بهاء محمود إلى أنه يري أن هذا التقارب غير كامل وبطء نوعاً ما، مشيراً إلى أن الأطراف المؤثرة في المشهد السوري ليس الأطراف العربية بل تتمثل في روسيا و أمريكا وتركيا، وبذلك فإن التقارب العربي يأتي على أمل إقامة شراكات مستقبلية تتعلق بإعادة إعمار سوريا.
وتطرق الباحث في العلاقات الدولية خلال تصريحاته إلى التقارب المصري التركي الجاري حالياً مهم جداً، مشيراً إلى أن آثار هذا التقارب ستنعكس على الملف الليبي بشكل مباشر، نظراً لأن الأوضاع في ليبيا تمثل أمن قومي لمصر، والتواجد التركي يعمل على التأثير بشكل سلبي على الوضع الليبي، وما يؤكد ذلك هو الإعلان السابق للرئيس عبد الفتاح السيسي بأن سرت الجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر، وهو ما وضع حد للتوسع التركي في ليبيا، هذا يعني أن وجود تفاهم بين القاهرة وأنقرة سيمثل تطور إيجابي على المشهد في ليبيا.