«الفيلم بين التسجيلي والوثائقي» أحدث إصدارات الدكتور محمد إسماعيل

الخميس 19 يناير 2023 | 04:28 مساءً
كتب : محمد البدوي

صدر حديثا كتاب «الفيلم بين التسجيلي والوثائقي» للأستاذ الدكتور محمد إسماعيل أستاذ النقد السينمائي والتليفزيوني.

وقال الدكتور محمد إسماعيل خلال تصريحات خاصة لــ «بلدنا اليوم» تتجلى أهمية الفيلم الوثائقي من تعريف الاتحاد الدولي للأفلام الوثائقية في العام 1948، الذي عرفه بأنه “كافة أساليب التسجيل على فيلم لأي مظهر للحقيقة، يعرض إما بوسائل التصوير المباشر، أو بإعادة بنائه بصدق، وذلك لحفز المشاهد إلى عمل شيء، أو لتوسيع مدارك المعرفة والفهم الإنساني أو لوضع حلول واقعية، لمختلف المشاكل في عالم الاقتصاد أو الثقافة أو العلاقات الإنسانية”، فالفلم الوثائقي يسعى لبث رسائل إنسانية غايتها التحفيز أو لفت الانتباه، ولأجل التثقيف والتعليم ورفع مستوى الوعي.

واستكمل «إسماعيل»: وهو ما اكتشفه الغرب في الفلم الوثائقي، فمن خلاله دخلوا ودخلنا بعدهم إلى عوالم كانت مجهولة وبعيدة عن إدراكنا. فقد تعرفنا على مجاهل أفريقيا حيث الطبيعة البكر، والحياة الفطرية، ومنها تعرفنا على عوالم الحيوانات والنبات والحشرات، وعالم الفضاء. وبها دخلنا عوالم الفيزياء والتاريخ، والمعالم الأثرية وتعرفنا على الأهرامات وحكايتها السحرية. هل يمكن أن ننسى أفلام الموسوعة البريطانية في الماضي وناشيونال جيوغرافيك الآن؟ واقعاً، ليس لأي شكل فني آخر القدرة والإمكانات لنقلنا إلى عوالم حقيقية بدون افتعال كالفيلم الوثائقي.

ولفت الدكتور محمد إسماعيل إلى أن شعور المؤلف بقلة الدراسات التي اهتمت بالأفلام التسجيلية - بصورة عامة - وعدم وجود أي مؤلف يقوم بإلقاء الضوء علي الفيلم التسجيلي والوثائقي - بصورة شمولية - في وقت صارت فيه السينما – بصفة خاصة - تحتل المساحة الأوسع في دائرة الاهتمام لدي جمهور المشاهدين؛ والذي أخذ في السيطرة على أغلب الأجهزة الإعلامية والفنية، واستقطاب كافة شرائح المجتمع، ومحاولة تفعيلها في عملية البناء المجتمعي وخاصة ونحن ندرك جميعا أهمية هذه الوسيلة - السينما - وكيف تلقى إقبالا جماهيريا منقطع النظير، وكيف تسهم في عملية التأثير في اتجاهات الجمهور وتعديل آرائهم، ويكفي أن ندرك أن عدد مشاهدي الفيلم الواحد - إذا كانت محبوب شعبيا - يساوي عدد مشاهدي المسرحية لو استمر عرضها أكثر من ثلاثين عاما في المسرح، الامر الذي دفع المؤلف إلى محاولة وضع الأسس الفنية التي تسهم في تشكيله، ومحاولة جمع ما تناثر من مقوماته في منظومة واحدة، ليوضح من خلاله معالمه الأساسية، ويجمل ما تعارف عليه من أنواعه، وأشكاله، وقواعده، وطرق تنفيذه، لتسهل على القارئ العربي والمختص الإلمام به، خاصة وأننا نلمس بوضوح افتقار مكتبتنا العربية إلي كتب تشرح فنون الأفلام التسجيلية بوجه عام، وفق قواعد كتابتها بوجه خاص، وكذا آلية تنفيذها.

واستعرض أستاذ النقد السينمائي ما يتناوله الكتاب، حيث قال: ففي هذا الكتاب، يحاول المؤلف توضيح معالم "الأفلام التسجيلية"، في منظومة متكاملة يجمع فيها ما بين السينما والإعلام، ووسائل الاتصال، لأنه يوقن أن دراسة السينما، دراسة شمولية يدخل فيها أكثر من مجال من مجالات الأدب، كالرواية، والمسرحية، والموسيقي، واللغة بجمالياتها، وعلى ناقدها أن يكون ملما بتقنيات الفن، من تصوير ومونتاج وإضاءة وصوت، إضافة إلى فهم لطبيعة الوسيلة الإعلامية ورسالتها.

ويهدف هذا الكتاب إلى تقديم فكرة متكاملة عن آليات صناعة، وإنتاج الفيلم عامة، والوثائقي والتسجيلي خاصة، وتفاصيل الحرفة والأصول الجمالية والفنية له، بطريقة متسلسلة تشمل آليات إنتاج الفيلم، بدء من الفكرة إلى أن يتم تقديم العمل على الشاشة، ومشاهدته وتقيمه، وذلك بأسلوب يسهم في خلق المتعة لدى المشاهد، ويساعد المختص على تدريب حسه النقدي؛ بالتعرف على العناصر الأساسية في عملية صناعة الفيلم التسجيلي، ويساعده على الفهم والتذوق بشكل أفضل، ويعمل على تدريب حسه النقدي، ويعين الناقد الدرامي على التمييز بين الجيد والرديء، من خلال ما يشاهده من أعمال على الشاشة، ويسهم في ترسيخ أصول ممارسة العملية النقدية ذاتها.

وقد قسم المؤلف الكتاب إلى مجموعة من الفصول:

ففي الفصل الأول: يتعرض بالدراسة لنشأة السينما والاكتشافات التي مهدت لولادة السينما بدا من المرحلة الجنينية، مرورا بالبدايات الأولى للسينما فيما يعرف بمرحلة الرواد ثم مرحلة الأفلام الصامتة، ومرحلة السينما الناطقة في عصر ما قبل الحرب العالمية الثانية، ثم العصر الذهبي للسينما، ثم العصر الفضي والعصر الحديث للفيلم، والعصر البلاتيني، إضافة الى تعريف السينما، ومراحل صناعتها، وخصائصها، وأهميتها، وختام الفصل بالمقارنة بين السينما ووسائل الاتصال الأخرى من صحف وراديو وتليفزيون ومسرح والقنوات الفضائية والانترنت.

الفصل الثاني: ويعرض بدايات ظهور الفيلم التسجيلي، وعوامل ظهور الاتجاه التسجيلي وأسباب انتشاره، وظهور الفيلم الوثائقي وتطوره، من خلال الارهاصات الاولى للفيلم التسجيلي أي الأفلام التي مهدت لظهور الفيلم التسجيلي، كما يعرض الفصل ماهية الفيلم الوثائقي وتعريفاته، ومفهوم السينما التسجيلية، ومفهوم الفيلم الوثائقي، والفرق بين الفيلم الوثائقي والتسجيلي، من خلال الاسس التي تحكم السينما التسجيلية، إضافة الى الاشكاليات المرتبطة بالأفلام الوثائقية والاشكال الفيلمية التي لا تعتبر أفلاماً وثائقية.

الفصل الثالث: يطرح سمات وخصائص الأفلام الوثائقية وفقاً لجريرسون والتي تعد مرحلة البدايات، ثم سمات مرحلة ما بعد البدايات، ثم سمات وخصائص الأفلام الوثائقية وفقا للمفهوم المعاصر، كما يعرض الفصل أوجه الاختلاف التي تميز الفيلم الوثائقي عن: الدرامي، الرومانسي، الرعب، الحركة، الخيال العلمي، إضافة الى سمات وخصائص وفوائد ومميزات الأفلام الوثائقية.

الفصل الرابع: ويعرض وظائف الأفلام الوثائقية من خلال تقديم المعلومات، والتوثيق والتأريخ، والتعريف والتعليم، والتقصي والتحري، والترويج والدعاية، والتسويق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والمساهمة في خدمة القضايا السياسية وعرضها على الراي العالمي، إضافة الى الدور الاجتماعي للفيلم التسجيلي في مجالات التنمية، وعرض القضايا والمشكلات المجتمعية، وتنمية الذوق والاحساس بالجمال.

الفصل الخامس: ويضم أشكال الفيلم الوثائقي وتصنيفات الافلام الوثائقية وفقا لكل من: دلالات المصطلح، والمفهوم، والهدف، والمضمون، والمعالجة، والتلقي، وبناء السرد، والقالب، والشكل، والطول، والنواحي التقنية، وعرضه للحقيقة واستناداً إلى تطور نظريات الفيلم، ووفقا لتصنيف الباحث الأميركي ميتشيل بلوك، كما يعرض الفصل إشكالية تعدد قوالب الفيلم الوثائقي، وعلاقة الأفلام الوثائقية بأنواع إعلامية وسينمائية مشابهة مثل أفلام وبرامج الشئون العامة، وأفلام الدعاية الحكومية، وأفلام القضايا، والأفلام الموجهة، وأفلام الذكريات والتاريخ، والأفلام الإثنوجرافية، وأفلام الدوجما.

الفصل السادس: ويعرض الاتجاهات الفنية للأفلام الوثائقية التي تضم الاتجاه الرومانسي (الرومانتيكي الطبيعي)، والاتجاه الواقعي، والاتجاه السيمفوني، والاتجاه الواقعي وسينما الحقيقة، والاتجاه الدعائي، من خلال عرض نماذج لاهم افلام واعلام ومخرجي كل اتجاه، وأخيرا مناهج الفيلم التسجيلي.

الفصل السابع: ويضم القصة في الأفلام الوثائقية، وقوالب سرد قصص الأفلام الوثائقية التي تضم القالب السردي الوصفي، والقالب الغنائي، والقالب التبشيري أو القالب البناء، والقالب الثقافي، إضافة الى مضامين الأفلام الوثائقية، والخصائص العامة لمضامين الأفلام الوثائقية، وأهم الموضوعات (المضامين) التي عالجتها الأفلام الوثائقية عبر تاريخها، وأخيرا الفيلم السياسي كأحد أهم موضوعات ومضامين الأفلام الوثائقية، مع عرض نماذج لاهم الأفلام السياسية عبر تاريخ الفيلم التسجيلي.

الفصل الثامن: ويضم مراحل إنتاج الفيلم الوثائقي، بدا من مرحلة ما قبل الإنتاج التي تضم مراحل كتابة الفيلم الوثائقي، والخطوات العملية لإعداد سيناريو الفيلم التسجيلي، وتعريفات السيناريو، وأهم وظائف السيناريو في الفيلم التسجيلي، وكتابة السيناريو، والقواعد العامة لكتابة السيناريو، واشكال السيناريو في الفيلم التسجيلي بدا من السيناريو النظري، مرورا بالسيناريو التفصيلي، وصولا للسيناريو التنفيذي، وأخيرا الفصائل الرئيسية للسيناريو، من السيناريوهات ذات الصيغة الموضوعية، والسيناريوهات ذات الصبغة الذاتية أو الجمالية، والسيناريوهات ذات الصبغة الروائية

الفصل التاسع: مراحل إنتاج وإخراج الفيلم الوثائقي، من خلال مرحلة إنتاج الأفلام الوثائقية (صناعة نظائر الواقع)، بدا من مرحلة ما قبل الإنتاج، مرورا بمرحلة الإنتاج، حتى مرحلة ما بعد الإنتاج، إضافة الى القواعد المهمة في الفيلم، والخصائص الهامة لصناعه فيلم تسجيلي جيد، وعملية تصوير الأفلام، وأسلوبية الأفلام الوثائقية، ودور المونتاج والصوت والمكساج في صياغة التعبيرية (الأسلوبية)، وأخيرا اخلاقيات الأفلام الوثائقية.

الفصل العاشر: بعنوان تأثير تطور تكنولوجيا الاتصال على صناعة الأفلام الوثائقية، ويعرض مفهوم موت السينما نتيجة تأثير الانترنت والانتاج الرقمي على صناعة الأفلام الوثائقية، كما يعرض الفصل الانتاج الرقمي ومراحل ما بعد الانتاج في بناء الحقيقة.

الفصل الحادي عشر: بعنوان الأفلام الوثائقية العربية - بين الفن والسياسة، ويضم الفصل نشأة السينما التسجيلية العربية والمصرية، واهم روادها ومخرجيها، وكذلك اهم الأفلام التسجيلية العربية والمصرية.

اقرأ أيضا