تراجع حاد في مناسيب نهر الأردن، الذي يعد ثالث أقدس المعالم المسيحية في العالم، في ظل نقص غير مسبوق للمياه التي تغذيه، كما يشير الإنجيل إلى أن القديس يوحنا المعمدان عمد السيد المسيح في نهر الأردن، وحتى اليوم، لا يزال بعض المسيحيين يحجون إلى هذا النهر لينزلوا في مائه إيمانا منهم بقدسيتها.
كما ينقل البعض الآخر معهم من هذه المياه إلى بلادهم في زجاجات، للاحتفاظ بها، مثل فالانتينا أوليفييرا، المرأة البرتغالية التي تشير إلى أن تعاليمها الدينية تطالبها باستعمال هذه المياه أكثر من مرة خلال السنة.
ويوجد مقامان دينيان أقدس من النهر وهما "كنيسة القيامة في القدس" و"كنيسة المهد في بيت لحم"، التي بنيت مكان ولادة المسيح، ومنذ القرن الرابع ميلادي، بنيت الكنائس على ضفتي نهر الأردن، من كنائس بيزنطية وقبطية وكاثوليكية وغيرها.
غير أن حالة نهر الأردن "الصحية" اليوم سيئة جدا، حيث انخفض مستوى المياه فيه، وضعف تدفقه بعد عقود من تحويل قسم من مياهه إلى الأراضي الزراعية بموجب معاهدة وادي عربة، والوضع الحالي ليس جديدا ولو أنه تأزم بسبب الجفاف القوي الذي تشهده المنطقة والعالم مؤخرا.
ويرى رستم مخجيان المدير العام للجنة موقع المعمودية أن وضع النهر تردى لأسباب عدّة خلال عقود من النزاع العربي-الإسرائيلي على المياه في وادي الأردن، ويقول بشيء من الأسف "أن النهر كما ذكر في الإنجيل كان مختلفا جدا".
أما خليل العبسي، مساعد الأمين العام لسلطة مياه وادي الأردن، فيعتقد أن التحدي الأكثر أهمية هو تحد من وجهة نظر فنية، متعلق بتوفر الموارد المائية في المنطقة. ويضيف العبسي أن حلّ مشكلة نهر الأردن سيصبح أسهل عندما تتوفر المياه في المنطقة.
ولكن العبسي يحمل المسؤولية للجميع ويقول "كل الحكومات، وليس كل الحكومات المحلية في المنطقة هي المسؤولة عن هذا التراث الدولي" ثم يضيف "أعتقد أن المجتمع الدولي مسؤول أيضاً عن إيجاد حل".
في الجانب الإسرائيلي، تعهدت الحكومة الإسرائيلية بالمساعدة في إعادة تأهيل القسم السفلي من النهر. وتقول سلطة المياه الإسرائيلية إنها ستزيد حجم المياه المتدفقة من بحيرة طبريا إلى 40 مليون متر مكعب في السنة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وتضيف أنه في غضون السنوات الخمس المقبلة، ستتم إضافة 10 ملايين متر مكعب أخرى سنويا إلى الجنوب على طول مسارها من الينابيع الطبيعية. ويتضمن المشروع إنشاء خط أنابيب ومحطات ضخ وخزانات وترميم سد قائم.