وزير لبناني في بلد إفريقي، وآخر لبناني رجل أعمال إفريقي، وغيرهم متهمون بتهريب المخدرات، فماذا يفعل اللبنانيون فى إفريقيا، وكيف وصلوا إلى القارة السمراء، ليس مستغرب خروج اللبنانين من بلدهم بعد أن عصفت أزمات بهم وبأهلهم، ما أجبر كثيرا من أبناء الشعب لترك الأرض والعائلة، بحثا عن حياة جديدة تؤمن له قوته ومستقبله لكن ما هو مستغرب فعلا هو اختيار افريقيا كوجهة لكثير من اللبنانيين وليس بارقام قليلة وانما هي اكثر الجاليات العربية في بلدان القارة السمراء. فما هي قصتهم؟
فى مطلع القرن العشرين وبعد سقوط الحكم العثماني تولى زمام الحكم فى اسطنبول حزب قومي معاد للعرب وقوميتهم ، فبدأ بالتضييق على الأقليات وتحديداً في بلاد الشام ما دفع اعداد كبيرة من ابناء الشام بترك بلادهم وبحكم ان تكاليف السفر كانت باهظة للقارتين الامريكيتين ولان اوروبا كانت تعيش حروباً دومية آنذاك اختار عدد من اللبنانيين القارة السمراء وجهة لهم ليس تلك الهجرة الوحيدة من لبنان لإفريقيا كما لن تكون الأخيرة.
ولن يكون هذا السبب الوحيد فى النزوح الكبير، وعان اللبنانييون من أزمات اقتصادية ادت الى نزوح ثاني في عشرينيات القرن العشرين، وايضا كانت افريقيا هى وجهة العديد من الناس حين، وبحكم أن الفرنسيين بدأو بتعلم الفرنسية وثقافة المستعمر فكانت اختيارهم لإفريقيا بحجة تحدثهم نفس اللغة.
وعقب أزمة لبنان الاقتصادية والسياسية بدأ النزوح من جديد فى 2019 لتصبح القارة الإفريقية موطناً لأكثر من 350 ألف لبناني ليصبحوا أكبر الجاليات العربية هناك، فكيف يعيشوا فى القارة السمراء؟
وعملوا فى الزراعة وامتهلوا اعماق شاقة مثل التنقيب على الفحم والذهب وغيره والعمل فى مجال الاتصالات والمعلومات وتنمكنوا من وضع بصمة لهم هناك، حيث تقدر نسبة الغناء للجالية اللبنانية فى إفريقيا بنسبة 10 % من اجمال الجاليات، وذكرت تقارير عدة ان فئة من اللبنانيين مسؤولين عن المخدرات فى القارة السمراء، وهم المناصرين لحزب الله المهتمين بزراعة المخدرات وتهريبها.
وتزايد هذا النشاط هو ما جعل العالم يفتح اعينه على اللبنايين فى إفريقيا ، ويتوزع اللبنانيين فى القارة السمراء فى ساحل العاج ويتجاوز عددهم 120 الفاَ وتليها نيجيريا والسنغال وسيراليون حيث يعيش فى كلاً منها قرابة 30 ألف لبناني، كما يتواجدون باعداد أقل فى غانا وليبريا وجنوب إفريقيا وبلدان أخري.
والأسماء المعروفة هناك فى إفريقيا، موني كابتن وزير الخارجية السابق في ليبريا، جيلبرت شاغوري رجل الأعمال والدبلوماسي في نيجيريا، جون سعد في سيراليون، وإدوارد عكار في وقاسم بسمة أحد أهم تجار الماس وزميله هشام مجدي وفى جنوب أفريقيا ستيفن سعد رجل الأعلام.