توفي الدكتور كمال الجنزوري اليوم عن عمر يناهز 88 عاما، بعد مسيرة إدارية وسياسية كبيرة، حيث تولى رئاسة الحكومة مرتين، أولاهما في النصف الثاني من التسعينيات بعد انطلاق برنامج الخصخصة، والمرة الثانية وقت إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة شئون البلاد فى 2011.
وفى السطور التالية نرصد لماذا غضب حسني مبارك من كمال الجنزوري:
وقال الدكتور كمال الجنزوري فى مذكراته: "دُعيت إلى احتفالية عيد العمال عام 2002 وياليتني ما دعيت، فلقد حدث بمجرد دخولي القاعة، وقف الحضور مصفقين وهاتفين وقائلين: الجنزوري رجل الفقراء.. الجنزوري رجل الفقراء والغريب أن جريدة الأهرام لليوم التالي، أبرزت ضمن نقاط حول اللقاء، تصفيق حار للجنزوري.
الهتاف كان شديدا وطويلا كما يروي الجنزوري، وفيما كان مذيع التليفزيون يقدم المتحدثين قبل الرئيس، لمح الجنزوري الرئيس مبارك يقدم ورقة صغيرة مطولة إلى المذيع، يطلب منه أن يحملها إلى أحد: "وقد تابعت من طرف خفي رحلة الورقة حيث وصلت إلى زكريا عزمي الذي قرأها بسرعة وعرضها على جمال مبارك الجالس بجواره، وقد اتسعت عيناه تساؤلا ودهشة وفهمت بعد ذلك سر الدهشة".
يضيف الجنزوري: "خرج زكريا عزمي فجأة أثناء كلمة الرئيس وهو ما لا يجوز بروتوكوليا، وبخبرتي السابقة أحسست أنه أمر مهم، وعرفت فيما بعد أنه خرج ليوجه بعض أعضاء الحرس الجمهوري المرافق، لإعادة تأمين الغرفة التي كان يجلس بها الرئيس قبل دخوله قاعة الاحتفال، وكان التأمين يعني أن الرئيس سيعود ثانية إلى الغرفة، ولكن الذي جرى غير ذلك".
وتابع الجنزوري فى مذكراته: "بعد أن انتهى الرئيس من خطابه تقدم نحونا وأمسك بيدي ورفعها أمام العمال ثم توجه بنظراته إلى الدكتور حجازي، وقال: إزيك يا عبد العزيز، ولم ينظر إلى وجهي وهنا قال زكريا عزمي لأفراد الحراسة: خلاص هو قابلهم هنا مفيش داعي للذهاب إلى الغرفة".
يعقب الجنزوري على ذلك: "كانت تلك محاولة من الرئيس لإرسال رسالة إلى العمال، وأيضا إلى الشعب من خلال ما يذاع على الهواء، بأن كل كل رؤساء الوزارات السابقين ما زالوا رجالي، وأن التصفيق الطيب الذي نلته من الحضور، هو له لأنني جزء من النظام الذي يقوده فلا تحية ولا تصفيق إلا له".