أعلن لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة أن بكين قررت تقديم دفعة جديدة من اللقاحات الصينية تقدر بـ300 ألف جرعة ضد فيروس كورونا المستجد لمصر كهدية بعد الدفعة الأولى المكونة من 300 ألف جرعة التي حصلت عليها في 22 فبراير الماضي من أجل دعم مجتمع الصحة المشترك للبشرية، مشيرا إلى أنه تم تقديم دفعة من اللقاحات الصينية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقال ليتشيانج - في مؤتمر صحفي عقده عبر البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) - إن الصين تقدم اللقاحات بدون أغراض سياسية لصالح الشعب المصري، مشيرا إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج الذي أكد دعم الجهود المشتركة لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ولافتا إلى أن هذا يعد نموذجا في ضوء أن مصر هي أول دولة عربية وإفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.
وأوضح أن الرئيس السيسي أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن تهانيه الحارة بذكري الاحتفال بـ100 عام على إقامة الحزب الشيوعي الصيني هذا العام وخاصة وأنه يتزامن مع الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، مشيرا إلى أن علاقات التعاون بين البلدين تهدف إلى تعزيز مصالح الشعبين المصري والصيني.
وأفاد بأن مصر والصين أقامتا علاقات تعاون استراتيجي عام 1999 بينما تم التوقيع على البيان الختامي المشترك عام 2014 لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، لافتا إلى أن الرئيس السيسي التقى 9 مرات مع الرئيس شي جين بينج منذ عام 2014 مما دعم علاقات الصداقة الشخصية العميقة والتعاون العملي بين الجانبين وأن التبادل والتواصل بينهما لم ينقطع العام الماضي بسبب جائحة كورونا وأنه تم من خلال الاتصالات الهاتفية بينهما.
وأكد ليتشيانج استمرار بكين في التعاون مع القاهرة في بناء حي الأعمال والمال في العاصمة الإدارية الجديدة وطرق السكك الحديدية في مدينة العاشر من رمضان وتطوير مشروع لصناعة السيارات وكذلك مشروع مجمع مدينة العلمين ومنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري مصر والصين (تيدا) في العين السخنة التي يعمل بها 96 شركة صينية ووفرت 4 آلاف فرصة عمل مباشرة و36 ألف فرصة عمل غير مباشرة وذلك في إطار مبادرة الحزام والطريق والتي تتفق مع رؤية مصر 2030.
وأوضح أن الشركات الصينية تولي اهتماما كبيرا بالتوسع في أعمالها في مصر خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والعلوم والتكنولوجيا وذلك في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مشيرا إلى أن مصر تبادلت مع الصين المواد الطبية خلال جائحة كوفيد -19 مما يؤكد أن "الأصدقاء يعرفون في وقت الشدائد".
وأفاد بأن مصر من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الطبية للصين فور تفشي فيروس كورونا هناك بينما قامت بكين بتقديم المساعدات الطبية والوثائق الطبية التي قالت عنها وزيرة الصحة هالة زايد إنها ساعدت مصر على مكافحة الفيروس فضلا عن قيام الشركات الصينية بإجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاحات في مصر.
وأشار إلى أن بكين تعتبر أول دولة تقدم اللقاحات لمصر كهدية وأنها نفذت الوعد بأن اللقاحات الصينية تكون منفعة عامة وتولي اهتماما خاصا بتوفير اللقاحات للبلاد.
ونوه إلى أنه قد تم خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس السيسي والرئيس بينج التأكيد على أن العلاقات تقوم على أساس الاحترام المتبادل وأن مصر شريك موثق به وكذلك دعم الصين للجهود المصرية للحفاظ على سلامة ووحدة أراضيها وسيادتها واحترام اختيار الشعب المصري في الطريق الذي يتماشى مع أوضاعه وكذلك العمل على تعزيز التنسيق والتعاون مع مصر في المحافل الدولية من أجل حماية تعددية الأطراف.
وأضاف أن الرئيس السيسي أكد خلال الاتصال الهاتفي على الثوابت المصرية ودعم بكين للحفاظ على أمنها وسيادتها واستقلالها ومعارضة التدخل في الشئون الداخلية بذريعة حقوق الإنسان، مؤكدا أن دعم بكين لمصر التي حققت إنجازات مرموقة منذ 30 يونيو، وأنها تعارض تبني بعض الدول ازدواجية المعايير بذريعة حقوق الإنسان.
وذكر ليتشيانج أن بلاده تدعم توفير شركتي سينوفاك بيوتيك وسينوفارم احتياجات مصر من اللقاحات، مضيفا أن الصين قررت توفير اللقاحات لـ19 دولة إفريقية وأنها تدعم التعاون مع مصر والإمارات والبحرين والمغرب والدول العربية الأخرى في مجال تطوير اللقاحات.