أعلن مجلس السيادة الانتقالي السوداني، أمس أن مجلس شركاء الفترة الانتقالية اجتمع لبحث الأوضاع على الحدود الشرقية. وأكد الاجتماع على ضرورة الإسراع في توفير كل الدعم لجنود القوات المسلحة على الحدود الشرقية.
وقالت المتحدثة باسم المجلس مريم الصادق المهدي في تصريح صحفي عقب الاجتماع، إنه تم التأكيد على احترام الإثيوبيين المقيمين في السودان والترحيب بالذين وفدوا للبلاد حديثا.
ونقلت قناة "العربية" عن مصادرها الخاصة قولها إن الجيش السوداني أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة على الحدود مع إثيوبيا.
وتصاعد التوتر في المنطقة الحدودية منذ اندلاع الصراع في إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا في أوائل نوفمبر، ووصول ما يربو على 50 ألف لاجئ إلى شرق السودان.
وتركزت الخلافات على الأراضي الزراعية في الفشقة، التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان.
يأتي ذلك بعدما قال والي جنوب دارفور، أمس الأحد، إن السودان سينشر "أعدادا كبيرة" من القوات في الولاية بعد مقتل 15 في عنف قبلي في الآونة الأخيرة.
ونشب الصراع في إقليم دارفور عام 2003 بعد أن ثار متمردون معظمهم من غير العرب على الخرطوم. وواجهت القوات الحكومية والمجموعات المسلحة العربية التي تحركت لقمع التمرد اتهامات بارتكاب فظائع واسعة النطاق. وقتل ما يقدر بنحو 300 ألف وشرد 2.5 مليون.
وكانت السلطات الانتقالية السودانية، أبرمت اتفاق سلام مع جماعات متمردة من دارفور في أكتوبر. لكن الاتفاق استثنى المجموعة الأكثر نشاطا على الأرض.
وقرر مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، إنهاء مهمة بعثة حفظ سلام مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، والمعروفة باسم يوناميد، في 31 ديسمبر بعد أكثر من 13 عاما من تأسيسها.
وقالت وكالة الأنباء السودانية، نقلا عن اثنين من القيادات المحلية إن "صراعا على مصدر للمياه بين قبيلتي المساليت والفلاتة في منطقة قريضة أفضى إلى مقتل اثنين من الفلاتة".
وقال أحد القيادات المحلية للوكالة "أفرادا من الفلاتة ردوا بقتل 13 من المساليت وإصابة 34 آخرين".
وتقع قريضة على بعد 97 كيلومترا جنوب نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وأفادت الوكالة السودانية، بأن المنطقة شهدت عدة اشتباكات دموية بين القبيلتين في العامين الماضيين. وأضافت أن هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها أعمال عنف بين القبيلتين منذ توصلهما إلى مصالحة في أكتوبر.
وقال موسى مهدي والي جنوب دارفور للوكالة، "عقدت لجنة أمن الولاية اليوم اجتماعا طارئا مع القادة العسكريين والمحليين بمنطقة قريضة مشددة على ضرورة اتخاذ التدابير الأمنية والقانونية لحماية المدنيين وملاحقة الجناة".
وأضاف، "اجتماع لجنة الأمن خرج بقرارات أهمها نشر قوات عسكرية بأعداد كبيرة لتنفيذ مهمة القبض على المتورطين وجمع السلاح بجانب تشكيل لجنة تحقيق برئاسة نائب مدير الشرطة باشرت أعمالها وإيقاف كل من شارك أو دبر أو تسبب في الأحداث وتقديمهم للمحاكم".
وأشار إلى أن "عهد مؤتمرات الصلح قد انتهى وجاء عهد تنفيذ القانون".
ومطلع الشهر الجاري، أفادت شبكة "سكاي نيوز"، في تقرير لها، بأن هناك مخاوف جدية من أن تؤثر التوترات الداخلية في اثيوبيا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية الهشة في شرق السودان وكافة مناطق المثلث الحدودي المشترك بين السودان وإثيوبيا وإريتريا التي سقطت ثلاث صواريخ في عاصمتها أسمرة.
وأشار التقرير إلى إنه بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بتدفق اللاجئين ودخول الأسلحة وإنعاش أنشطة الجريمة العابرة للحدود، فإن الصراع الجاري حاليا في إقليم تيجراي يمكن أن يهدد بقطع الطريق القومي الرابط بالميناء الرئيسي في مدينة بورتسودان والذي يوفر الإمدادات الغذائية والنفطية، حيث تصل مسافة الطريق إلى أقل من 30 كيلومترا من بعض النقاط التي يدور فيها القتال داخل مثلث الموت على الحدود السودانية الأثيوبية الإريترية.
وقال التقرير إنه من الممكن احتواء التوتر الحالي في المنطقة الحدودية إذا ما عملت الحكومة الإثيوبية على ضبط الهجمات المسلحة التي تنطلق من أراضيها.