شارك أحمد أبو الغيط، اليوم الإثنين، فى الاجتماع الذى عقد حول ليبيا، بدعوة أمين عام الأمم المتحدة، ووزير خارجية ألمانيا، وأكد أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، كان هناك تطورات مهمة ساهمت، وبشكل تراكمى وبناء، فى حلحلة الأزمة الليبية، من حيث الالتزامات الذى تبديها الأطراف بوقف إطلاق النار، وبالحفاظ على حالة التهدئة القائمة فى الميدان، وخاصة حول خط سرت / الجفرة.
وفيما يلى نص كلمة، أمين عام جامعة الدول العربية:
"اسمحوا لى بداية أن أشكركما، السكرتير العام، والوزير هايكو ماس، على دعوتكما لعقد هذا الاجتماع الهام".
وتابع: إننا نلتقى مجدداً بعد مرور نحو 9 أشهر على مؤتمرنا فى برلين، وتظل ليبيا للأسف تعانى من ويلات الاضطراب الأمنى والانقسام السياسى والتراجع الاقتصادى والانشقاق المجتمعى؛ وأعتقد أن اجتماعنا اليوم هو خير دليل على التزام أطراف عملية برلين بالاستمرار فى الوقوف بجانب ليبيا وشعبها، وبمرافقة الأطراف الليبية على طول الخط للخروج بتسوية وطنية خالصة تعالج الأزمة الليبية بجوانبها العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية المترابطة والمعقدة.
واستكمل أبو الغيط: لقد شاهدنا خلال الأشهر القليلة الماضية جملة من التطورات المهمة التى ساهمت، وبشكل تراكمى وبناء، فى حلحلة الأزمة فى اتجاه الحل الذى ننشده وندعمه، من حيث الالتزام الذى تبديه الأطراف بوقف إطلاق النار وبالحفاظ على حالة التهدئة القائمة فى الميدان وخاصة حول خط سرت / الجفرة، والتئام الحوارات الليبية التى تمت لدفع مسارات التسوية سواء فى مونترو أو بوزنيقة أو القاهرة أو الغردقة، والجهد الذى يُبذل لتأمين الاستئناف الكامل لعمليات إنتاج وتصدير النفط فى عموم الأراضى الليبية.
وشدد أبو الغيط: هذه كلها تطورات يمكن حقاً أن تقربنا من نقطة التوصل إلى اتفاق ليبى شامل لاستكمال المرحلة الانتقالية وتتويجها بالانتخابات الرئاسية والتشريعية التى يتطلع إليها الشعب الليبى؛ لكننا نعلم أيضاً أن الوضع يظل هشاً ومعقداً وعرضة للتراجع فى أى وقت، ومن ثم فإننا جميعاً مطالبون بتوحيد جهودنا خلف الأمم المتحدة لتمكينها من مواصلة هذا العمل، وخاصة فى سبيل تنظيم وعقد منتدى الحوار السياسى المرتقب الذى نثق أنه سيكون جامعاً وممثلاً لمختلف الأطياف السياسية والمكونات المجتمعية؛ وأود أن أؤكد هنا على أن الجامعة العربية ستكون على أتم استعداد لمساندة البعثة الأممية فى هذا الجهد، وفى تفعيل المخرجات التى يمكن أن يفضى المنتدى إليها.
وشدد أمين عام جامعة الدول العربية، على أهمية إسراع حكومة الوفاق والجيش الوطنى الليبى فى التوصل إلى اتفاق رسمى ودائم وشامل، تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة فى إطار لجنة 5 + 5 ، لتثبيت وقف إطلاق النار، وبأحكام واضحة يلتزم الجميع بموجبها بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية ومياهها الإقليمية؛ وستكون الجامعة العربية هنا أيضاً جاهزة للنظر فى المساهمة التى يمكن أن تقدمها فى آليات مراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار عندما يتم الاستقرار عليها.
واختتم أبو الغيط حديثه، بالتأكيد على أنه لن تتوافر فرص النجاح والصمود للتسوية التى نسعى إليها ما لم تتوقف الانتهاكات المستمرة لحظرالسلاح والاستقدام المتواصل للعتاد العسكرى والمرتزقة، وما لم يتم التوصل إلى حل دائم وجذرى للتهديد الذى تمثله المجموعات والميليشيات المسلحة.
بعد فيروس كورونا.. خبراء: الأمراض المعدية تهديد عالمي