تقدم المستشار عصام هلال عفيفي الأمين العام المساعد لحزب مستقبل بخالص التهاني والتقدير والأحترام إلى عمال وعاملات مصر المخلصين الذين يواصلون العمل ليل نهار؛ حبًا في الوطن وإيمانًا منهم بأن العمل هو الطريق الوحيد لتحقيق التنمية الشاملة في جميع مواقع العمل والإنتاج وياتي احتفال هذا العام في ظل ظروف عصيبه يمر بها وطننا العزيز في الوقت الذي يستشهد فيه جنودنا البواسل اثناء تأدية واجبهم الوطني وتضحيتهم المستمرة للحفاظ على أمن وطننا الغالى علي يد الغدر والخسه علي يد الارهاب الخسيس وفي الوقت التي يجتاح فيه وباء كورونا المستجد العالم.
وأضاف في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد ياتي دور عمال مصر الكبير الذي يقومون به وبذلهم للكثير من التضحيات ومواصلة عملية الإنتاج وتحقيق المكانه المرموقه لمصرنا الغاليه، مشيرًا إلى أن العامل المصري هو ثروتنا الحقيقه ومعيار تميزنا ولولا جهد وتحمل عمال مصر وباقي شعبناالعظيم لتبعات الاصلاح الاقتصادي ماكان للاقتصاد المصري أن يصمد امام مايعانيه كل العالم من تبعات الوباء الذي يجتاح العالم وامتصاص كل سلبياته.
وأضاف في رسالة لعمال مصر " يا عمال مصر اتتم قوام نهضة هذه الامه وعوامل تميزها فعليكم بالعمل والعمل ثم العمل لتضعو ا بلدنا الحبيه في مكانتها التي تليق بها
كل عام وانتم وقائدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعبنا العظيم بكل خير".
وياتي احتفال كثير من دول العالم في الأول من مايو من كل عام بعيد العمال حيث تعتبره بعض هذه الدول يوم عطلة رسمية، وتشهد فيه المدن مسيرات "عمالية" حاشدة.
ويخلط كثيرون بين "فكرة عيد العمال" ويعتقدون أنها فكرة شيوعية الأصل تبنتها الأحزاب الشيوعية والاتحاد السوفيتي، وبين اعتماد "الأول من مايو" عيدا للعمال، وهو بالفعل فكرة اشتراكية تم تبنيهما في مؤتمر للاشتراكية الدولية في أمستردام عام 1904.
وفي الوقت الذي تتبنى فيه العديد من دول العالم الأول من مايو يوما للاحتفال بالعمال وعملهم ونضالهم من أجل حقوقهم، فإن الدولة المعنية بهذا الأمر والسبب الرئيسي وراء "يوم العمال الحقيقي" ظلت تتجاهله حتى عهد قريب، وأقرت بدلا منه يوما آخر للاحتفال بالعمل، والمقصود هنا الولايات المتحدة.
وأصل الحكاية، والحقيقة، وربما غير المتوقعة، فهي أن الفكرة بدأت في أستراليا يوم 21 ابريل العام 1856، واستندت أساسا إلى تحديد ساعات العمل بثماني ساعات، وهي الفكرة التي انتقلت عبر المحيط الهادئ إلى الولايات المتحدة وكندا، حيث بدأت تتصاعد المطالب بتحديد ساعات العمل.
لكن فيما يخص حقوق العمال، فإن ما لا يعرفه كثيرون هو أن من أوائل العمال حصولا على حقوقهم، خصوصا فيما يتعلق بالعمل 8 ساعات يوميا، هم عمال نيوزيلندا، تلك الدولة الواقعة في الزاوية الجنوبية للأرض.
وتحقق هذا الأمر، أي العمل 8 ساعات يوميا، في العام 1840، عندما تمكن النجار صامويل بارنيل من الحصول على هذا الحق في العاصمة النيوزيلندية ولينغتون.
غير أن نيوزيلندا حددت يوم الاحتفال بأول عيد عمال في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1890، قبل أن يتم تعديله إلى رابع يوم اثنين من أكتوبر كل عام.
بعد الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، وبعد فترة كساد طويل، حدث توسع كبير في مجال الإنتاج الصناعي، وكانت شيكاغو واحدة من أهم المراكز الصناعية الأميركية في تلك الفترة، حيث يحصل العمال، وغالبيتهم من أصول ألمانية على أجر لا يزيد على 1.5 دولار يوميا، فيما يعملون بمعدل لا يقل عن 10 ساعات يوميا، ولمدة 6 أيام في الأسبوع، وأصبحت المدينة مركز لنشاطات ومحاولات عديدة لتنظيم وتحسين ظروف العمل.
ورد أرباب العمل بإجراءات قاسية، مثل طرد العمال من أعمالهم ووضع أسماء العمل المنتمين إلى نقابات العمال في قوائم سوداء لمنع تشغيلهم، وقاموا بتعيين عناصر لمكافحة المضربين عن العمل، وتوظيف جواسيس لصالحهم وبلطجية وقوات أمن خاصة، بالإضافة إلى إثارة النعرات العرقية بين العمال بهدف تقسيمهم وشراء ولاءات آخرين.
وخلال فترة الكساد بين عامي 1882 و1886، كانت المنظمات الاشتراكية والفوضويون ناشطين في الولايات المتحدة ونقابات العمال فيها، التي كانت في صراع مرير مع أرباب الأعمال وكبريات الشركات والمصانع فيها.
في أكتوبر من العام 1884، عقد اجتماع للاتحاد الوطني لنقابات العمال والتجار، حيث تم تحديد الأول من مايو عام 1886 يوم البدء بالعمل 8 ساعات فقط.
وفيما كان ذلك اليوم يقترب، أخذت نقابات العمال الأميركية تستعد لتنظيم إضراب عام دعما لتحديد ساعات العمل.
وبالفعل، شهدت العديد من المدن الأميركية، يوم السبت 1 مايو 1886 إضرابا عاما ومسيرات عمالية شارك فيها آلاف العمال، وكان الشعار الذي توحد خلفه جميع العمال الأميركيين في ذلك اليوم هو "8 ساعات في اليوم دون اقتطاع للأجور".
وبلغت التقديرات لأعداد العمال المشاركين في المسيرات والإضراب العام بين 300 و500 ألف عامل، من بينهم ما بين 30 و40 ألف عامل في شيكاغو وحدها، بينما كان أكثر من ضعفي هؤلاء يجوبون شوارع المدينة في مسيرات عمالية.
وفي الثالث من مايو التقى العمال المضربون في شيكاغو قرب مصنع شركة ماكورميك لمعدات الحصاد، حيث منع عمال اللحام من دخول المصنع منذ فبراير، فيما سمح المصنع للعمال الذين رفضوا الإضراب بالعمل بصورة طبيعية، وسط معارضة من العمال المضربين.
وعندما انتهت ساعات العمل في المصنع في ذلك اليوم، قام حشد من العمال المضربين بمحاولة الاعتداء على العمال غير المضربين، فأطلقت الشرطة النار على المضربين، مما أدى إلى مقتل عاملين، وفي روايات أخرى 6 عمال.
وفي الرابع من مايو احتشد العمال في الميدان في مسيرة بدأت سلمية وبحضور قيادات عمالية نقابية وبمشاركة نحو 3000 عامل، يقابلهم أعداد كبيرة من عناصر الشرطة.
في العاشرة مساء، من ذلك اليوم، وصل عدد كبير من رجال الشرطة وتوجهوا إلى سيارة الخطباء العماليين، مطالبين بفض الاحتجاج، وأصر القيادي العمالي البريطاني صامويل فيلدن على أن الاحتجاج سلمي، وخلال المحادثة المشحونة، انفجرت قنبلة يدوية الصنع بين الحشود، فقتل 12 شخصا، من بينهم عدد من أفراد الشرطة.
وبناء على تلك الأحداث، اعتقلت السلطات الأميركية 8 أشخاص من الفوضويين، ووجهت لهم اتهامات بالتآمر، وبعد التحقيق تبين أن أحدهم صنع القنبلة، لكن أحدا منهم لم يلقها على الشرطة خلال الفوضى في هايماركت.
وصدر الحكم بإعدام 7 منهم، بينما حكم على الثامن بالسجن 15 عاما، وأصدر حاكم إلينوي قرارا بتخفيض الحكم على 2 من المحكومين بالإعدام إلى حكم بالسجن المؤبد، بينما انتحر ثالث وهو في السجن، بينما تم إعدام الأربعة الآخرين شنقا، وذلك في الحادي عشر من نوفمبر 1887.
وأصبحت أحداث هايماركت أصل الاحتفال بعيد العمال العالمي في الأول من مايو، بحسب المؤرخ وأستاذ الدراسات العمالية وليام أدلمان.
وفي المؤتمر الأول للنواب الاشتراكيين الدوليين، الذي عقد في باريس عام 1889، أحيا المؤتمر ذكرى ما بات يعرف بـ"مذبحة هايماركت"، كما وجهت دعوات للتظاهر إحياء لذكرى ضحايا هايماركت في العام التالي، أي 1890، وهو العام الذي شهد اعتبار الأول من مايو حدثا عماليا سنويا.
وفي عام 1904، دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية في جميع أنحاء العالم، خصوصا الاشتراكية منها، إلى عدم العمل في الأول من مايو من كل عام، مع محاولة جعله يوم عطلة رسمية في عشرات الدول.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الأول من مايو احتفالا دوليا للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية، طبعا باستثناء الولايات المتحدة.
لكن، رغم أن الإلهام بعيد الأول من مايو، جاء من الولايات المتحدة، فقد خصص الكونغرس الأميركي، في العام 1958، الأول من مايو يوما للوفاء، بينما ظلت تحتفل بعيد العمال في أول يوم اثنين في سبتمبر من كل عام.
وفي العام 1992، عمدت الولايات المتحدة إلى تحويل منطقة هايماركت إلى أحد معالم شيكاغو البارزة، وتم إقامة نصب مكرس للأحداث فيها عام 2004، كما أقامت نصبا للشهداء في موقع دفن الضحايا في متنزه فوريست.
أقرأ أيضا..
التموين تعلن بدء صرف المقررات التموينية لشهر مايو اليوم
الإفتاء توضح حكم صلاة الجمعة في البيت وكيفيتها وشروطها