كشف الدكتور عصام عبدالسلام رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات والحشرات بوزارة الزراعة، عن جهود مكافحة الجراد الصحراوي، مشيراً إلى أن الأمر طبيعي تماماً، حيث أن هذه الفترة تشهد تحرك للجراد في البلاد المجاورة، مؤكداً على الجاهزية الكاملة للوزارة لمثل هذا الجراد.
وأوضح أن الوزارة لديها خطة متكاملة للتصدي لأي هجوم للجراد في أي منطقة على مستوى الجمهورية، فضلاً عن قيام الوزارة برفع حالة الطوارئ القصوى كإجراء احترازي، وتنفيذ عملية المسح الشاملة بشكل يومي تحسباً لأي هجوم مفاجئ من الجراد، مطمئناً المواطنين بأن الوزارة على أتم استعداد للتصدي لأي أصناف للجراد لا قدر الله هاجمت البلاد.
وأشار إلى أن ما يربطنا مع الدول المجاورة، هو منظمة "الفاو" والممثلة في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي، مؤكداً على الاتصال الدائم بهذه الهيئة، والتي ترسل لنا بصفة دورية، أحوال الجراد في الدول والبلاد المجاورة، سواء كان هذا الأمر في المنطقة الوسطى التي تنتمي إليها، مصر والسعودية واليمن والسودان وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي والصومال، وهذا ما نتبادله أيضاً من عندنا بالوزارة، فكل دولة لديها نسبة من الجراد، فيتم مكافحتها بنسبة لا تزيد وهذا أمر طبيعي موجود في كل البلاد, مشيراً إلى واللجان المتواجدة في هذه المناطق، والتي ترسل تقريراً بأن تم مكافحة على سبيل المثال 2 هيكتار أو 5 هيكتار، أو 10 هيكتار في الشيخ الشاذلي، فيتم الإبلاغ بالمساحة تم فيها الجراد، ولكن المكافحة لا تتم بصورة يومية، فمثلاً إذا تواجد الطور البيضاء أو الحوريات الأولى، فيتم انتظار تحولها إلى طور الحورية الثاني أو الثالث أو الرابع، بحيث لو أن هناك طور آخر موجود، يتم انتظاره حتى يفقص فإذا تمت عملية المكافحة يتم المكافحة مرة واحدة، ويومياً يتم إرسال تقارير من اللجنة بالعناصر التي تم مكافحتها، وخصوصاً في الأيام الموجودين بها حالياً، ولكن طوال العام الأمور هادئة جداً، وفي فترة التكاثر الشتوي فالفرق منظمة على جميع أنحاء الجمهورية والتي يظهر بها أي أعداد تتم المكافحة على الفور، حتى لا تتزايد الأعداد.
وتابع: " لكن الخطورة أن يأتي الجراد من بلاد مجاورة لنا، ونحن على استعداد لها بفرق الاستكشاف الموجودة، بالإضافى إلى امتلاكنا كافة المعدات والمبيدات التي تساعدنا في مواجهة أي جراد قادم من الخارج، وهذا ما يتم بالتنسيق مع منظمة الأغذية وهذا نتيجة للتحضيرات التي تخرج من المنظمات الدولية والأرصاد".
ولفت إلى أن الوزارة بها 55 قاعدة لمكافحة الجراد، وهذه القواعد موجودة على مستوى الجمهورية، مقسمة على 13 قاعدة رئيسية و42 قاعدة فرعية، وكل هذه القواعد تتبع الإدارة العامة للجراد، مزودة بالعمالة الفنية المدربة، مشيراً إلى تواجد معدات المكافحة ووسائل المعيشة الخاصة بذلك، بالإضافة إلى وجود سيارات الدفع الرباعي، وانتشار لقواعد مكافحة الجراد على الحدود المصرية السودانية، فهناك فرق موجودة في أبو رماد وسفاجا والقصير ومرسى علم وحماطة وشلاتين وحلايب والشيخ الشاذلي، فهي موجودة في كل المناطق المحتمل وجود الجراد فيها، وكذلك في الشمال الغربي هناك قواعد في سيوة وسلوم، تحسباً لأي جراد يمكن أن يأتي من منطقة هناك سواء كان من السودان أو البحر الأحمر أو الحدود الغربية، مؤكداً على وجود المخزون الاستراتيجي من المبيدات لأي أسراب يمكن أن تأتي لا قدر الله.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، قد عرفت الجراد الصحراوي، بأنها واحدة من أكثر الآفات المهاجرة تدميراً في العالم ، محذرة من أنها آفات أكلة تهمة تستهلك مثل وزنها في اليوم، وتستهدف المحاصيل الغذائية والغطاء النباتي الذي تستخدمه قطعان الرعاة كعلف.
وأشارت المنظمة، إلى أنه ابتداءً من أوائل عام 2020، تدهور الوضع العالمي فيما يتعلق بالجراد الصحراوي حيث سمحت الظروف المناخية المواتية بتكاثر الآفات على نطاق واسع في شرق إفريقيا وجنوب غربي آسيا والمنطقة المحيطة بالبحر الأحمر، محذرة من أن الوضع مقلقاً بشكل خاص في إثيوبيا والصومال وكينيا. فأسراب الجراد الصحراوي هناك كبيرة للغاية ومتحركة للغاية وتضرّ بمحاصيل الغذاء والأعلاف، وقد حددت منظمة الأغذية والزراعة موجة الجراد الصحراوي في شرق إفريقيا كإحدى أولوياتها الرئيسية، وهي تتحرك بسرعة لدعم الحكومات في الاستجابة.