توجد العديد من أنواع الطعام المختلفة التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية بشكل كبير، مما ينعكس بشكل إيجابي على زيادة الرغبة الجنسية.
وفي ذلك السياق، كشفت ليلى فرودشام، الطبيبة الاستشارية في مجال الطب النفسي والجنسي والمتحدثة باسم الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، عن وجود علاقة وثيقة بين النظام الغذائي والرغبة الجنسية، قائلة : "من بين المواضيع الأكثر شيوعاً التي أراها في عملي هي مشكلات العلاقة العاطفية وضغوط التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية".
وأوضحت: "لدى النساء، يحدث ذلك في الغالب نتيجة لانقطاع الطمث وجفاف المهبل واضطرابات جنسية مؤلمة".
وتتابع: "بيد أن السبب الأكثر شيوعاً للمشاكل الجنسية هو اضطرابات القلق، وثمة طرق لإدارة كل ما سبق ذكره، ويتوجب على أي شخص يعاني من القلق أو انقطاع الطمث، زيارة الطبيب الذي سيوجههم بدوره نحو الخدمة الصحية المناسبة لهم".
وأشارت، "إلى أن القلق والتوتر يؤثران بلا شك على اختيارات الطعام لدينا، مثلما يفعل الإرهاق ونوبات العمل. إنها تزيد من احتمالية تناولك لطعام غير صحي تقلل قدرة الأشخاص على التخطيط للوجبات، وغالباً ما تكون الخيارات المتاحة أمامهم من الأطعمة الجاهزة، غنية بالدهون والملح والسكر والكربوهيدرات المكررة".
واستكملت:"الوجبات الغذائية الغنية بالسكر، فتشجع على تخزين الدهون التي يمكن أن تؤثر على نظام الغدد الصماء عن طريق إنتاج الأوسترون "هرمون الاستروجين" من مخزن الدهون، وهذا يقلل من الرغبة الجنسية، لأنه يزيد إنتاج الغلوبيولين "أحد بروتينات بلازما الدم المرتبط بالهرمونات الجنسية، والذي يزيل الأندروجينات "مجموعة من الهرمونات التي تعزز الرغبة الجنسية".
واستطردت: "وفي الوقت الذي يتعامل فيه بعض الأشخاص مع الإجهاد من خلال الإفراط في تناول الطعام، يستخدم آخرون الطعام كوسيلة للتحكم بأنفسهم عندما يشعرون أن الأمور أصبحت خارجة عن إرادتهم، فلا تعود أجسادهم تحتوي سوى القليل من الدهون، كما يفرطون في ممارسة التمارين الرياضة".
كاشفة: "النساء اللائي يعانين من فرط التمارين الرياضية، يعانين من نقص الوزن، سيواجهن في الغالب انخفاضاً في مستويات الهرمونات، إذ أن الهرمونات الجنسية تُصنع من الدهون. ومن المهم إيجاد توازن جيد وصحي بين النظام الغذائي وممارسة التمارين، لضمان الرغبة الجنسية الجيدة والخصوبة".
علاقة النظام الغذائي والرغبة الجنسية
تؤكد فرودشام الأمر بالقول: "نعم، أرى الكثير من المرضى الذين يعانون من سوء التغذية وقلة التمارين الرياضية، غير راضين عن أجسادهم ولا يرغبون في خلع ملابسهم أمام شركائهم".
وتضيف: "يشعر الكثيرون أيضاً بالتوتر الشديد جراء العمل لساعات طويلة وعودتهم متأخرين إلى منازلهم، فيتناولون وجبات طعام جاهزة، وغالباً ما تحفل أمسياتهم بالدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وقراءة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل. وكل ذلك يخفض من احتمالية أن يكونوا قادرين على ادخار وقت للتواصل مع شركائهم بعلاقة حميمية والاستمتاع معهم".
أطعمة تساعد في تحفيز الرغبة الجنسية الجيدة
"المحار غني بالزنك، وهو أمر ضروري لإنتاج الحيوانات المنوية. بالطبع، يشبه المحار عضو المرأة التناسلي، وقد يكون ذلك السبب وراء وصفه بأنه مثيرٌ للرغبة، إذ نادراً ما توصف الأطعمة الأخرى الغنية بالزنك مثل بذور اليقطين.
كما يشجع عدد من الأطعمة على إنتاج الدوبامين، وفقاً للدكتورة فرودشام، وتشمل: "الفواكه والخضروات الطازجة، وخاصة التوت الأزرق البري والأفوكادو والهليون".
وتوصي فرودشام أيضاً بالأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، والتي تعد "ضرورية لإنتاج وتنظيم الهرمونات وجزءاً أساسياً من النظام الغذائي الجيد. ومن الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، المكسرات والبذور والخضروات الورقية".
طرق تحسين الرغبة الجنسية لديك
لفتت فرودشام: "من المهم رعاية الصحة العقلية ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الحد من القلق مع ممارسة تمارين اليوغا والتركيز والنوم بشكل كافٍ وضمان قضاء أوقات بعيدة عن العمل".
ومن المهم أيضاً "قضاء بعض الوقت مع شريك حياتك خالصاً بدون أي منغصات، ويفضل أن يتخلل ذلك ملامسة جسدية بما يرفع مستويات الأوكسيتوسين الذي يسهم في تحفيز الرغبة الجنسية، على الرغم من أن هذه قد لا تبدو الطريقة الرومانسية المثلى لضمان تحفيز الرغبة الجنسية لديك".
وأضافت قائلةً: "فكر في جدولة وقت مناسب لممارسة الجنس حتى لا تغفل ذلك" في زحمة مشاغلك اليومية.