من جرعة واحدة فقط.. علماء يبتكرون جل موضعي يعالج التهابات الأذن للأطفال

الاثنين 12 مايو 2025 | 08:33 مساءً
جل لعلاج الاذن
جل لعلاج الاذن
كتب : مريم جلال

أعلن فريق من الباحثين في جامعة كورنيل عن تطوير جل موضعي مبتكر يُستخدم لعلاج التهابات الأذن الوسطى من جرعة واحدة فقط، وهو ما قد يُحدث ثورة في علاج هذا المرض الشائع، خاصة عند الأطفال، ويأتي هذا التطور بعد سنوات من الاعتماد على المضادات الحيوية الفموية التي غالبًا ما تُسبب آثارًا جانبية وتُسهم في تعزيز مقاومة البكتيريا للعلاج.

تُعد التهابات الأذن الوسطى واحدة من أكثر المشكلات الطبية شيوعًا في مرحلة الطفولة، حيث تُشكل السبب الأول لوصف المضادات الحيوية للأطفال، ووفق الإحصاءات يُصاب نحو 80% من الأطفال بنوبة واحدة على الأقل من التهاب الأذن قبل بلوغهم سن الثالثة، ويحدث الالتهاب نتيجة غزو بكتيري أو فيروسي للفراغ خلف طبلة الأذن، وأبرز مسبباته العقدية الرئوية، والموراكسيلا النزلية، والمستدمية النزلية التي أصبحت أكثر مقاومة للعلاج مؤخرًا.

العلاجات التقليدية تعتمد على تناول جرعات عالية من المضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة تصل إلى عشرة أيام، ما يؤدي لآثار جانبية مزعجة كاضطراب المعدة، والعدوى الفطرية، والحساسية، إضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المفرط لتلك المضادات يسهم في تنامي مقاومة البكتيريا للعلاج، وهي أزمة صحية عالمية متزايدة.

الابتكار الجديد يستهدف حل هذه الإشكالية من خلال تطبيق المضاد الحيوي مباشرة على المنطقة المصابة خلف طبلة الأذن، مما يُقلل من التأثيرات الجانبية ويُخفض الحاجة إلى الجرعات المرتفعة، ولكن نظرًا لصعوبة اختراق طبلة الأذن الرقيقة بسُمك لا يتجاوز 100 ميكرومتر لمعظم الأدوية، فقد طوّر الباحثون تقنية دقيقة تعتمد على الليبوزومات، وهي جزيئات دهنية دقيقة تُستخدم لنقل الدواء عبر الحواجز الصعبة.

هذا الجل يُوضع بجرعة واحدة داخل قناة الأذن الخارجية، ويتصلب بسرعة ليبدأ في إطلاق الدواء تدريجيًا لمدة سبعة أيام، ويُعد تقليل الجرعة من 675 ملغ/كجم إلى 2 ملغ فقط نقلة كبيرة في الاستخدام الآمن للمضادات الحيوية، ما يُخفف العبء عن كبد وأمعاء الطفل، ويقلل فرص التحسس أو المضاعفات.

ويأمل فريق كورنيل في إدخال العلاج إلى الاستخدام السريري قريبًا بعد الانتهاء من تجارب إضافية والحصول على الموافقات التنظيمية، وإذا ما أثبت نجاحه خارج المختبر، فقد يُغير شكل وصف المضادات الحيوية مستقبلًا، موفرًا حلاً أكثر أمانًا وسرعة لملايين الأطفال حول العالم.

اقرأ أيضا