حالة من الحراك السياسي يشهده الشارع المصري؛ نظرًا لترقب الجميع الاستحقاقات الدستورية المقبلة وأصدار مجلس النواب كافة القوانين الخاصة بالانتخابات المثقبلة سواء "المحليات أو البرلمان أو مجلس الشيوخ"، والتي تجعل الأحزاب في سراع وتسابق مستمر بين بعضهم البعض على آمل الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد في الانتخابات، وذلك من خلال تدشين بعض التحالفات الجديدة بين الأفكار والايديولوجيات المتقاربة من بعضهما البعض؛ ليصبحوا هم الكيان الآول والأخير المسيطر على عقول المواطن البسيط.
ليس الأمر غريبًا خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعِ مرارًا وتكرارًا تلك الأحزاب للإندماج مع بعضهم البعض؛ ويأتي ذلك بسبب التعددية الحزبة، وبالرغم من ذلك إلا أن بعض الأحزاب فُشلت بالفعل في مقترح الدمج على أرض الواقع.
ولم تتوقف الأحداث عند هذه اللحظة، وإنما ظهر حزب مستقبل وطن، برئاسة المهندس أشرف رشاد، مُجددًا لبحث دعوات ومطالب الرئيس بشأن إصدار القوانين الخاصة بكافة الإستحقاقات الدستورية المقبلة، ولتفعيل دور الأحزاب السياسية في إثراء الحياة السياسية بالبلاد، ويأتي ذلك من خلال عقد الجلسة الثانية للحوار الوطنى للأحزاب المصرية، بهدف بحث تفعيل دور الأحزاب السياسية في الشارع المصري، وناقشت الجلسة رؤية الأحزاب نحو الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وإقرار بعض مشروعات القوانين المتصلة بها"مجلس النواب- الشيوخ- المجالس الشعبية المحلية" علاوة على تفعيل الأحزاب في إثراء الحياة الحياة السياسية في البلاد.
وجاء ذلك بمشاركة أحزاب (الشعب الجمهوري – الإصلاح والتنمية – المصري الديمقراطي الاجتماعي – الغد – المحافظين – العدل)، الأمر الذي جعلت الكثير من التساؤلات تداول في أذهاننا، خاصة بعد إقالة حزب الغد من تحالف الأحزاب السياسية، فهل ينجح "الحزب الشبابي" الذي خرج من رحم الثورة، في تدشين تحالفات جديدة تضم بعض الكيانات الأخرى، كما دعا المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، هو أيضًا إلى عقد لقاء مع الأحزاب والقوى السياسية لتفعيل المادة الخامسة من الدستور.
خريطة التحالفات الفترة المقبلة
بينما قالت مصادر خاصة، إن حزب مستقبل وطن سوف يخوض الانتخابات القادمة مستقل دون تحالف مع أي حزب، وخاصة أنه يمتلك أكبر عدد من النواب والكوادر، كما أن ائتلاف دعم مصر استحوذ عليه مستقبل وطن، وأن الأحزاب البقاية بالائتلاف مثل المصريين الأحرار والمؤتمر وحماة الوطن، ليس لهم دور في هذا الائتلاف.
وأوضحت المصادر، أن المهندس موسي مصطفى موسى رئيس حزب الغد، يسعى لتكوين تحالف جديد خلال الفترة القادمة يخوض به الانتخابات المقبلة سواء محليات أو شيوخ أو نواب.
وأضافت أن حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبو شقة، يسعى إلى تشكيل ائتلاف ليبرالي مع عدد من الأحزاب التي تمتلك نفس فكر ونهج الوفد، وبالرغم من ذلك إلا ان المشهد لازال غامض حول التحالفات الجديدة للأحزاب السياسية.
ندعو الأحزاب للحوارات وليست تحالفات
ففي البداية، قال المستشار عصام هلال، أمين التنظيم المركزي بحزب مستقبل وطن، إن ما قام به حزب مستقبل وطن في الآونة الآخيرة من عقد اجتماعات بين الأحزاب ليست تحالفات كما يتداول الكثيرون وأنما هي حوارات سياسية بين الأحزاب بعضها البعض للوصول لامثل تصور للقوانين الإنتخابية.
وأكد "هلال"، أن مستقبل وطن بادر في دعوا الكيانات الأخرى لمناقشة قانون انتخابات المحليات ووافق عليها الكيانات الأخرى، مشيرًا إلى أن أبواب الحزب مفتوحة دائمًا أمام الجميع لمن يريد الانضمام إلى تلك الحوارات؛ وذلك للوصول إلى تصور يتوافق عليه الأغلبية في كيفية تكوين المشهد سياسي في الإستحقاقات المحلية القادمة.
نسعي لتدشين تحالف منعزل
وقال النائب فؤاد بدراوي، سكرتير عام حزب الوفد، إن المستشار بهاء أبو شقة قام بالتواصل مع عدد من الأحزاب مؤخرًا لتدشين تحالف خاص بالحزب، مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ التحالف على أرض الواقع.
وأضاف "بدراوي"، أن حتى الآن لم يتم عقد لقاءات مع الأحزاب، وأنما تم إجراء اتصالات هاتفيه مع عدد من القيادات الحزبية بصفه شخصية من المستشار بهاء أبو شقة، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن الأحزاب التى سوف تنضم لهذا التحالف ولكن هي مبادرة بصفه عامة.
وأكد سكرتير عام الوفد، على أن الحزب هو رقم واحد في مصر، ويسعى لأن يكون رقم واحد في كافة الإستحقاقات الدستورية المقبلة، وهذا يأتي من قبل الناخب ومن خلال صناديق الانتخابات، لافتًا إلى أن كل حزب سياسي هدفه أن يكون هو الأغلبية داخل البرلمان وعلينا أن نسعى لذلك، و يجب أن يكون هناك معارضة قوية تصب في صالح الوطن.
خالي من التحالفات السياسية
قال اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن الرؤية السياسية الآن على الساحة غير واضحة ومستقرة، خاصة وأن هناك عدد من الأحزاب تسعي إلى تأسيس بعض التحالفات لإنضمام بعض الكيانات مع بعضهم البعض، وبالرغم من ذلك أن الحزب الأن متواجد تحت عباءه أئتلاف دعم مصر الذي يضم أحزاب أخري أبرزها الوفد ومستقبل وطن.
وأشار "الغباشي"، إلى أن حزب مستقبل وطن قد أعلن في وقت سابق نيته لخوض انتخابات المحليات بمفردة، وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات هل ائتلاف الأغلبية يسير على نهجه السابق أم سيتم تغير خطته خلال الفترةالمقبلة.
وأوضح أن هناك بعض الأحزاب السياسية أعلنوا في الأونة الأخيرة أنضمامهم مع حزب أدارة جيل والذي يرأسه المهندس تيسير مطر، كما عقد حزب مستقبل وطن والذي يرأسة المهندس أشرف رشاد، مؤخرًا اجتماعًا مع 6 أحزاب معارضه بالرغم أنهم لم ينتمون إلى فكر أيديولوجي واحد، بينما حزب الوفد، برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، قام بتدشين مبادرة للتحالف مع الكيانات.
وأضاف مساعد رئيس حزب حماة الوطن، أن الحزب لم يتلقي أي دعوة رسمية من قبل الوفد للانضمام والتحالف معهم بالاستحقاقات الدستورية المقبلة، كما أنه لم يتم عقد أي اجتماع بشكل رسمي معهم للمناقشة في هذا الملف، مؤكدًا على أن حزب الوفد بسلك للمرة الثانية على التوالي الطريق الإعلامي فقط للإعلان على مثل هذه الأمور ولم يبعث دعوه رسيمًا إلى حماة الوطن بشكل شخصي.
وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يقرر الحزب الأنضمام إلى أي كيان أخر سوء ائتلاف دعم مصر، ولكن إذا لم يُكن الأئتلاف متواجد فالحزب لن يذهب إلى أي قوى سياسية أخرى؛ لأننا على الأرض وليس في الأعلام الأكثر انتشارًا وتواجد على الأرض، بل سندعو بعد ظهور القانون بعض من القوى السياسية المخلصة للوطن والتي تتوافق معنا في الرؤي والفكر للأنضمام إلى صفوفنا.
لن يرفض دعوات التحالف
قالت مصادر مطلعة داخل حزب الغد، إنه من الطبيعي أن يسعى الأحزاب السياسية إلى التحالف مع بعضهم البعض، مؤكدًا أن الحزب لن يرفض إى دعوات تحالف مع إي كيان حزبي متواجد على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة.
وأضحت المصادر، أن الحزب يمثل المعارضة البناءه ولذلك انقطع عن حضور اجتماعات تحالف الأحزاب السياسية لمدة ثلاثة مرات أو اكثر، مشيرة إلى أن الحزب يعى الآن لتدشين تحالف مع الأحزاب الأخرى؛ لخوض كافة الاستحقاقات الدستورية المقبلة.
وبسؤاله عن تحالفه مع مستقبل وطن، أكدت المصادر، أن الحزب يشارك في كافة جلسات الحوار المجتمعية لحزب مستقبل وطن مؤخرًا لمناقشة قانون المحليات كحزب مستقل فقط يرأسة مرشح رئاسي سابق، ولذلك فنحن نحرض على إدارة حوار وطني مع حزب مستقبل وطن.