دائما ما تفتح غالبية النساء أفواههن، عندما تضعن الماسكارا للحصول على رموش كثيفة، وهو ما يثير فضول الكثيرين حول السر وراء هذه الحركة التلقائية، والتساؤل حول ما إذا كانت هناك علاقة بين الجفن والفم.
خبيرة التجميل ليزا إلدريدج، تقول في كتابها "Face Paint: The Story of Makeup"، إن خبراء التجميل لديهم عدة نظريات مختلفة حول سبب فتح المرأة لفمها خلال وضع الماسكارا، منها أن ذلك يجعل الرموش ممتدة وواضحة، ما يسمح للمادة السوداء التي تزيد من طول وكثافة الرموش بأن تتراكم على الشعيرات بشكل أكثر وضوحا ودقة.
كما أوضحت أن هناك سببا آخر، وهو أن فتح الفم يمد جلد الوجه بالكامل، وبالتالي يقلل ذلك من حدوث أخطاء عند وضع الماسكارا، وهناك أيضا من يرى أن فتح الفم يقلل من حركة الجسم خلال التنفس، وبالتالي سيكون الوجه أكثر ثباتا خلال القيام بعملية تكثيف الرموش، بحسب موقع "Curiosity".
وكان لطبيب الأعصاب برايان كوبر، الذي يعمل في مستشفى بريجهام في الولايات المتحدة الأمريكية، رأي آخر في سبب فتح المرأة لفمها خلال وضع الماسكارا، إذ يشير إلى أن الوجه مليء بالأعصاب التي ترتبط مباشرة بجذع الدماغ، ويمكن أن تؤثر حركة أحدهم على الآخر.
وتابع أن هناك ارتباطا بين العصب المسؤول عن حركة العين والآخر المسؤول عن حركة الفم، وهذا يفسر سبب فتح الفم خلال وضع الماسكارا التي تتطلب شد العين قليلا لتكون أكبر حجما.
وأوضح أن ما يحدث للنساء خلال وضع الماسكارا مشابه بدرجة بسيطة للمصابين بمتلازمة "ماركوس جون"، وهو مرض يصيب أعصاب الوجه، ويظهر على هيئة تحرك في جفون العين مع كل مرة يتحرك فيها الفم، ولكن الأول استخدام للأعصاب في حالة معينة وليس متلازمة، والثاني حالة مرضية، بحسب موقع "Highqualitymascaras".
فيما فسر عالم الأعصاب في جامعة روكفلر، زيشان أوزير، العلاقة بين فتح الفم ووضع الماسكارا، بـ "أن هناك 3 أعصاب تعمل بالتزامن، وهي عبارة عن مثلث التوائم والوجه والحركة، وتتحكم كل منهم في جزء".
وأشار إلى أن مثلث التوائم يتحكم في حركة عضلات المضغ التي تفتح وتغلق الفك، أما العصب الوجهي والحركي فيتحكمان في مقلة العين والجفون، وهما مرتبطين بجذع الدماغ في منطقة تسمى النواة، ومع تحريك العين خلال وضع الماسكارا يؤثر ذلك على عصب الفم، فيتم فتح الفم قليلا كلما قامت المرأة بشد الجفن، بحسب ما ذكره موقع "mentalfloss".