في هذا الوقت من كل عام يخرج علينا البعض محاولين إفساد الاحتفال الذي ينتظره المسلمون في كآفة أنحاء الأمة الإسلامية من كل عام، فاليوم تحل ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تلك الذكرى التي يحتفل بها المسلمون جميعًا ويتوارثونها جيلا بعد جيل، وبالرغم من محاولات البعض لتحريم الاحتفالات بتلك الذكرى إلّا أنّهم لا يهتمون بأقوالهم، وعلى رأس هؤلاء الجماعة السلفية التي اختصت بأن تحدث الجدل كل عام في هذا الوقت بخروج مشايخها للحديث عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وبدون أي دليل يحرمون الاحتفال بذكرى ميلاد رسول الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام.
في كل عام يتداودل السلفيون وعلى رأسهم القيادي ياسر برهامي فتاوي يكشفون خلالها أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف مذموم، ومن المحدثات التى تم تحريمها فى القرآن، ووفقا لتلك الفتوى التي يطلقها برهامي تسير ورائه جميع التيارات السلفية ليقومون بتحريم مراسم وفعاليات الاحتفال بهذه المناسبة العطرة، ودليلهم في إنكار هذا اليوم واعتباره بدعه أنّه لو كان فى مثل هذه الاحتفالات خير لفعله الصحابة، ولأمر به النبى صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن هذه الاحتفالات ليست بمشروعة، وأنها من الأمور المحدثة، وأول من أحدثها هم الفاطميون (العبيديون) فى القرن السادس الهجرى وقد كانت تصرفاتهم مشبوهة، وفى صحيح مسلم (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)".
كما أنهم يحرمون شراء حلوى المولد فى هذه المناسبة، ويعتبرونها ضمن البدع السيئة، وبالرغم من أنّ الجماعة السلفية حرمت الاحتفال بالمولد إلّا أنّها تناست الحلوى واعتبرتها خارج المولد بل ويتناولها الكثيرون منهم ، لكنهم يبررون هذا الأمر بأنّ الحلوى غير محرمة لكنّها يفضل تناولها قبل هذا اليوم أو بعد لكن لو تمّ تناولها في نفس يوم الاحتفال فإنّها تعد هي الأخرى رمز للاحتفال ولذا فهي محرمة.
الأزهر والإفتاء ومشايخ الصوفية أيضًا في كل عام يخرجون للرد على دعوات السلفيين وكأنّها مناظرة لا تنتهي في هذا اليوم من كل عام من الطرفين، الصوفيون تحدّثوا عن أنّ السلفيين فقط يحرمون كل شىء، وهم لا يعلمون أن الرسول احتفال بمولده بصيام يوم الاثنين، والاحتفال المسلمين بالمولد النبوى هو محبة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فهم مستمرون في السير على هذا النهج وأنّهم سيحتفلون كل عام بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، الإفتاء أيضًا قالت أنّه لا يوجد دليل يحرم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، بل هو تقرب من الله.
عدد من مشايخ الأزهر الشريف ردوا على الجماعة السلفية التي في اعتقادهم أنّها تحرم أي تقليد للمصريين وتعتبره بدعة حتى ولو كانت تلك المسألة حولها خلاف للرأي مثل المولد النبوي الشريف، والذي يعد من المسائل التي حولها المثير من الأراء، لكن الأشهر فيها جواز الاحتفال بالمولد إلا أنهم يتمسكون بكلامهم ، لكن وبالرغم من ذلك فالمصريين لا يأخذون حديث هؤلاء على محمل الجد ويسيرون وفقا لتقاليدهم ومنهاجهم الذي يشرعون فيه للأزهر الشريف.