أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عملية عسكرية شمال سوريا، عملية " نبع السلام" بذريعة مطاردة الإرهاب، والتي استهدفت الهجوم على مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، وتسببت بمقتل مدنيين ونزوح آلالاف من السوريين، ما أعاد الحديث مجدداً عن خططه لاحتلال الأراضي العربية وتحقيق حلم الدولة العثمانية الذي يراوده وتدور بذهنه بعد عقود مضت على إسقاطها.
لكن لا يخفى على الجميع أن أردوغان، يحاول خدمة ميوله يإعادة وإحياء الدولة العثمانية، التي ظلت قرابة 600 سنة، والتي ظهرت سياستهم الاحتلالية القائمة على إزالة حدود الدول وتقييد أي أفكار تطالب بالقومية والعربية.
أهدافه
الهدف الرئيسي من العدوان التركي على سوريا بات واضحاً، أردوغان يحاول تضليل الجميع بإعلانه أن قواته تتواجد في سوريا لمحاربة أخطار تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن الحقيقة تشير نحو إحياء حلم الطاغية التركي بغرض توسيع نفوذه ورسم ملامح تركيا الكبرى ومن ناحية أخرى لوقف تمدد الأكراد الذين يمثلون شوكة في حلق تركيا وتصفهم الأخيرة بأنهم إرهابيين.
فمنذ إطلاق عملية درع الفرات في أغسطس 2016، بدأت نوايا تركيا في احتلال سوريا، حين دفعت قواتها وتمركزت في الشمال مستغلة سيطرت بعض الجماعات ذو الفكر المتشدد على أجزاء من الحدود السورية، واتسعت رقعة الاحتلال التركي خلال هذه العملية.
وفي خطوة جديدة كشفت مدى قبح النظام التركي واستغلاله الأزمة السورية، خلال عام 2018، حيث سعى إلى اقتطاع أراض من سوريا عبر وثائق تزعم تملك تركيا 15 قرية في محافظة إدلب منذ حقبة الدولة العثمانية واحتلالها لسوريا، وتعد تلك الخطوة انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.
لم تكن المرة الأولي التي يحاول النظام التركي بسط نفوذه وسيطرته، حيث حاولت أنقرة السطو على مناطق عربية وبالأخص سوريا والعراق وليبيا، عبر زعم أنها لديها وثائق تثبت ذلك، معتمدة في وقت سابق على أوراق مشابهة لتبرير سيطرتها على مناطق أخرى في سوريا، منذ الأزمة المندلعة عام 2011، مثل جرابلس ومنبج، ومناطق دفن فيها قادة عثمانيين وأضرحة تتبع للزمن ذاته.
ليبيا والعراق
راح أردوغان للعبث بأرض المختار هذه المرة عبر استخدام الميليشيات الإرهابية في مناطق عدة في ليبيا، ودعم حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج، لم تكتفي تركيا بدعم الميلشيات في مصراتة ودرنة وبني غازي وعلى رأس المدن الليبية تأتي العاصمة طرابلس.
كثرت العمليات الإرهابية في ليبيا، بدعم يد الدم أردوغان الذي يحاول تفكيكها بل هدمها وعينه على مصر التي يحاول أن تكون هى مقر الخلافة، تلك الأحلام المريضة بداخل ذهن الطاغية، بجانب الدعم القطري ونظام تميم الوجه اللقبح للإرهاب.
ومحاولة لتضليل آخرى هذه المرة غايته العراق، تحت غطاء صراعه مع الأكراد، أردوغان لن يكتف بالدمار الذي الحقه بسوريا وليبيا، ولن ينظر بعين الرحمة لما تصارعه بغداد منذ عاخم 2003 وخاصة بدخول القوات الأمريكية أراضيها، بل يحاول أيضا الوصول إليها وبث القلق في المنطقة لتحقيق أغراضه وأطماعه.