شهد الصالون الثقافي العربي، في بيت السناري، برئاسة الدكتور قيس العزاوي، انعقاد مناقشة قضايا المرأة العربية ودورها في المجتمعات العربية اقتصاديا وسياسيا وتعليميا.
وشارك في الندوة كلا من الدكتورة هيفاء ابو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، التي خلصت خلال كلمتها إلى ان الصراعات السياسية في المناطق العربية أدت إلى تراجع مكانة المرأة العربية.
كما حاضرت الدكتورة فيفيان فؤاد مستشار وزير التضامن، والتي أكدت ان المرأة العربية لم تنل كامل حريتها رغم ما وصلت إليه من مناصب قيادية في معظم الدول كمنصب الوزيرة والسفيرة وغيرها من المناصب القيادية.
وأضافت أن الفجوة كبيرة ليست بين الرجل والمرأة فقط، بل هي كبيرة بين المرأة والمرأة، ضاربة مثالا بين درجة حرية وإمكانات المرأة في المدينة عن نظيرتها في المناطق الريفية.
أوضاع المرأة
وأكد المشاركون ان أوضاع المرأة في الدول العربية مازالت بحاجة لثورة تشريعية، إذ أن على سبيل المثال فإن قوانين الأحوال الشخصية لم تمنح المرأة حقها، ولم تواكب مراحل تحرر المرأة العربي.
كما تطرق الدكتور محمد الخولي، المترجم بالأمم المتحدة، خلال مداخلته، إلى تأثير الفقر والأوضاع المالية على المرأة، متمثلة في الزواج المبكر للبنات، ما يجعل رب الأسرة يعرض بنته للزواج وعمرها 10 سنوات، ما جعلها ضحية تقاليد وأعراف وغياب قانون، فهناك 28 حالة زواج مبكر في الشرقية بعيدا عم عيون المؤسسة الحكومية ممثلة في المأذون الشرعي، وهناك أيضا ظاهرة الأمية المتفشية على مستوى المرأة في الوطن العربي، في إطار الثقافة العربية الممثلة في منع البنات من التعلم بحجة ان مستقبلها في الزواج، وكل هذا يؤثر على أوضاع المرأة العربية، لافتا إلى ثقافة الشرف، معنى الشرف في الأسرة العربية، مستشهدا بحادث قتل الفتاة الفلسطينية إسراء.
البنية التحتية
وأكد الخولي على ضرورة إعادة النظر في البنية التحتية لتشريعات المرأة، إلى جانب إعادة تصور بنية الحياة الزوجية لتعتمد على مبدأ المساواة، المساواة في الزواج والمساواة في الطلاق.
من جانبه أكد السفير أحمد التازي سفير المغرب، على أنه عند التحدث عن فتح مسألة تجديد الحديث عن تحرير المرأة فلابد ان نتفادى الحديث نيابة عن المرأة، اذا أردنا تحريرا فعليا للمرأة فيجب اشراكها في إقرار كل ما يخصها حتى التشريعات يجب إشراكها فيها، إذ ان كل التشريعات الحالية التي تخص المرأة قام بسنها الرجال، كما يجب أن نتفادى ان يتحول الحديث عز تحرير المرأة الى صورة من صور الصراع بين الرجل والمرأة، فلابد ان يبنى للحديث على أسس الحرية.
تحرير المرأة
وتحدث الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية خلال الندوة قائلا: "إن الحديث عن تحرير المرأة لا يجب يختذل في مسألة الحجاب، فالعبرة بالفكر وليس بالملبس، والأمر الثاني هو قصور التشريعات، كما في جرائم الشرف، والنقطة الثالثة تتمثل في الثقافة وازدواج المعايير".
عقد الصالون الثقافي بمشاركة الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية، الدكتور عصام شرفؤ رئيس الوزراء الاسبق والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق، وعدد من الرموز العربية السياسية وعلماء الاجتماع والإعلاميين.