أكد محمد مجدي صالح المحامي بالنقض وأمين حزب الحرية المصري بالشيخ زايد، أهمية مشاركة مصر في قمة الدول الصناعية التي انطلقت بمدينة "بياريتز" الفرنسية، تحت شعار "التكافؤ والمساواة"، مشيرا إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي لأفريقيا وتنميتها واستقرارها، وهو ما يمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء على القارة الإفريقية.
وأوضح صالح، في تصريحاته، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذه النسخة الـ 45 لقمة "الكبار السبع" تعد فرصة لإيصال صوت إفريقيا وجذب مزيد من الاستثمارات وعرض التحديات التي تواجه القارة أمام أهم منتدى اقتصادي تنموي في العالم، وذلك في الوقت الذي سيتم بحث تجديد الشراكة مع إفريقيا ضمن جدول أعمال القمة.
وأشار إلى أن من أبرز الموضوعات الرئيسة المدرجة على جدول أعمال قمة G7 ، والتي أعدتها فرنسا بصفتها الرئيس الحالي للمجموعة، هو تجديد الشراكة بشكل أكثر إنصافا بين مجموعة السبع وإفريقيا، ولاسيما مع ترؤس مصر حاليا للاتحاد الإفريقي، "ومن هنا جاءت دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون للرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في هذه القمة".
وأضاف صالح، أن "قمة السبع الكبار" تعد فرصة لبحث عدد من الموضوعات الملحة ومنها مكافحة عدم المساواة فيما يتعلق بالتعليم والصحة، والانتقال البيئي المنصف الذي يركّز على صون التنوّع البيولوجي والمحيطات، والعمل من أجل إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهاب والاستغلال اللا أخلاقي للفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وشدد أمين حزب الحرية المصري بالشيخ زايد، على أن اجتماعات "مجموعة السبع" ذات أهمية كبرى في هذا التوقيت، لاسيما مع مخاوف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في أكتوبر المقبل، والقلاقل الأمنية التي تسببها ظاهرة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى الحروب الاقتصادية الدائرة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول المهمة في العالم وبصفة خاصة الصين وما له من انعكاسات على الشركاء التجاريين الآخرين بما في ذلك أوروبا.
ونوه بأن القضية الفلسطينية مطروحة دائما على الساحة والمحافل الدولية، لاسيما عقب المواقف الأمريكية المناصرة للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وانتهاك الشرعية الدولية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وتأييد ضم الجولان السوري لإسرائيل، فضلا عن ملف إيران الذي ستثيره الولايات المتحدة بالتأكيد وكذلك التهديدات الإيرانية في الخليج، والأزمات في اليمن وسوريا وليبيا.
أكد صالح، أن مشاركة مصر رئيس الاتحاد الإفريقي، في قمة "مجموعة السبع" يثبت أن المجتمع الدولي ينظر إلى القارة الإفريقية باعتبارها قارة المستقبل.
وأضاف" إن اعتبار الدول الكبرى أي أعلى مستويات صناعية وتكنولوجية في العالم أن أفريقيا هي المستقبل يدل على أنهم يتحدثون بنفس مفردات ولهجة مصر التي وضعت إفريقيا على رأس أولوياتها وكان ذلك واضحا في مختلف المنتديات الدولية التي نظمتها مصر خلال السنوات الماضية.
ولفت إلى أن مجموعة الكبار السبع مهتمة بطموح مصر الكبير في نقل القارة الإفريقية نقلة متقدمة لتحقيق التنمية والاستقرار وحياة أفضل تلبي طموحات شعوبها، مضيفا أن انفتاح الدول الكبرى واهتمامها بإفريقيا يعد اعترافا منها بدور وأهمية القارة وحجم الفرص الضخمة المتاحة بها.
وأشار إلى أن الجميع ينظر إلى منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية على أنها حدث عظيم ومشروع طموح سيحدث نقلة كبيرة لأفريقيا ويعد من أهم الإنجازات التي حققتها مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي، مما يوحد رؤية القارة فيما هي قادمة إليه وخطط دولها لتعلن بذلك أن الشراكة الإفريقية هي أهم أساليب العمل في الفترة القادمة.
كما أشار إلى أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته رئيسا لمصر وكذلك رئيسا للاتحاد الإفريقي في "قمة بياريتز" يعطي فرصة للتعبير عن الرؤية الإفريقية في هذا التجمع المهم، لاسيما أنها تعد القارة المظلومة والفقيرة في العالم رغم مما تمتلكه من ثروات هائلة وذلك بسبب أن حركة الأموال الخارجة منها أكبر بكثير من الداخلة إليها".
ورأى أن صوت أفريقيا قد بدأ بالفعل الاستماع له، حيث كانت قد أعلنت كل من الصين واليابان أنهما ستستندان إلى الخبرة المصرية في مزيد من التوسع والاستثمار في إفريقيا، مشيرا في هذا الصدد إلى مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية الأفريقية "تيكاد 7"، والذي تستضيفه مدينة يوكوهاما اليابانية في الفترة من 28 إلى 30 أغسطس الجاري ويشارك فيه أيضا الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ونوه بأن مصر قادرة على جلب مزيد من الاستثمارات، مذكرا بنجاحها في جذب القارة الأوروبية واستثماراتها عن طريق القمة العربية الأوروبية الأولى في فبراير الماضي بشرم الشيخ.
واعتبر أن تواجد الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط قادة الدول الكبرى ولقاءاته ومشاوراته، بجانب اجتماع القمة الرئيسي، بعدد من نظرائه يمثل أكبر دعاية لمصر ولإفريقيا ، مؤكدا أن كل زيارة أو أنشطة يقوم بها الرئيس لها عائد مهم جدا وكبير لاسيما أنه من المعروف أن الرئيس يحظى باحترام كبير من قبل زعماء مجموعة السبع الذي يحرصون على الاستماع إليه ويعدونه زعامة مسئولة يعتمد عليها.
وأوضح صالح، أن لقاءات الزعماء تستطيع أن تنهي ملف صغير عالق في دقائق بحيث تأتي في دقائق ما لم تنجح فيه الطرق الدبلوماسية العادية في سنوات، واصفا مجموعة السبع بأنها "مجلس إدارة العالم" لأنها تضم أهم دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان، كما أنها تبحث القضايا السياسية تحت عباءة الاقتصاد.
يشار إلى أن فكرة تجمع الدول الصناعية الكبرى نشأت عام 1973 وتحققت على أرض الواقع عام 1975 بمبادرة من الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان، وضمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتحولت لمجموعة السبع في العام التالي.