«زواج الفيسبوك».. السلفيون يضعون الضوابط والأزهر يعتمد

الاحد 13 يناير 2019 | 11:17 مساءً
كتب : مصطفى محمود

إعلانات الزواج عبر الفيسبوك، ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة، مع  التقدم التكنولوجي، وظهور وسائل الاتصال الحديثة، التي جعلت من العالم كالقرية  الصغيرة، فأصبح التواصل اللحظي بين البشر وبعضهم البعض من أهم معالم القرن الواحد والعشرين.

فوسائل التواصل الاجتماعي، من فيسبوك وتويتر وواتساب وانستغرام وغيرها، خلقت عالماً جديداً ينتقل إليه البشر ليتواصلوا من خلاله بعيداً عن العالم الواقعي، ما صاحبه انتشار العديد من الظواهر التي واكبت ذلك التطور الملحوظ في هذا العالم الجديد.

ويبدو أن البشر يبتعدون عن الأعراف المعلومة للزواج، للانتقال إلى الأعراف الافتراضية تماشيا مع ما يتطلبه ذلك العالم، لننتقل معه من دور "الخاطبة التي توفق رأسين في الحلال" في العالم الواقعي، إلى الخاطبة الإلكترونية الفيسبوكية التي أصبحت تؤدي نفس الدور تقريباً لنعيش معها عصراً جديداً للزواج.

ميثاق غليظ

قال الدكتور محمد عبدالعاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، إن الزواج في الإسلام ليس كلمة تقال أو فعلة تفعل، بينما هو ميثاق غليظ، فالله عز وجل قال: " وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً".

وأضاف عبدالعاطي في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الميثاق الغليظ أحاطه الشرع بسياج من الكرامة والحماية والأمن والأمان، لدرجة أنه لا يجوز لأحد أن يتلاعب به، ومن هنا فإن هذا التسهيل الذي يصل إلى حد الاستخفاف بتعاليم الشرع الحنيف، غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن أن يقره شرع.

عالم حقيقي

وتابع بأنه من المعروف أن الزواج هو إيجاب وقبول وولي وشهود وإشهار، وهذا كله لا بد أن يحدث في عالم حقيقي، وليس في عالم افتراضي، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الذي أراد أن يخطب فتاة: " فقال له أنظر إليها فإنه أن يؤذن بينكما"، وبالتأكيد ينظر إليها بطبيعتها ولا ينظر إلى صورتها الفوتوغرافية أو صورتها على الفيس بوك أو الواتساب، فالزواج يجب أن يكون في عالم حقيقي إيجاب وقبول وتراضي وشهود وإشهار وفرح وعرس، وهذا ما يقره الدين.

الفيسبوك

وفيما يخص وضع الأب لبيانات ابنته على الفيس بوك للبحث عن زوج لها، أكد عبدالعاطي، أنه ليس هناك من أحد أغير على البنت من أبيها، فليس لأحد الوصاية على أبيها، فالأب هو أولى الناس بحفظ ابنته فهو ولي وسيد نفسه، فإذا عرف أن هذا في السلوك مصلحة لبنته، وإذا وجد بذلك مسلكاً يضر بابنته فهو بنفسه سيكف عن فعل هذا حتى ولو وعظه الواعظون، وقالت له كل الدنيا افعل هذا فلن يفعله، مؤكداً ان هذه مسالة اجتماعية بحتة وبعيدة عن الشرع، فالأب هو من يقدر قيمة ابنته وشرفها وكرامتها، وهو أدرى الناس بمصلحتها.

 ضوابط اجتماعية

وأشار إلى أنه هذا الأمور يجوز بضوابط اجتماعية وليس شرعية بعيدة عن الحلال والحرام، فالأب والأم حتى يمكن أن يستغلوا الجروبات الآمنة على الفيسبوك كبديل عن نظام الخاطبة التي كانت في الماضي التي كانت تحصل على صور الفتيات لتعرضهن للزواج، مؤكداً أنه طالما الجروب مأمون وأبيها وأمها راضون بذلك، فيمكن وضع الصورة والبيانات دون أن تظهر مفاتنها؛ لأنها تمشي في الشارع بنفس الصورة. لكن لا يجوز وضع الصورة للفتاة وهي متبرجة فينطبق عليها ما يخالف الشرع في هذا

البيانات الشخصية

قال الشيخ سامح عبدالحميد الداعية السلفي، إنه  يجوز للأب أن يبحث عن الزوج الصالح لابنته ، ولا مانع من أن يُرسل بياناتها العامة "وليس صورتها" إلى مجموعة خاصة "جروب" مأمون موثوق على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، إذا كان يُشرف على الموقع بعض أهل الفضل والصلاح والأمانة ، ويقوم بسرية تامة بحفظ المعلومات ، ليبحث القائمون على المجموعة عن شاب يصلح لابنة الرجل.

المواقع الخبيثة

وتابع عبدالحميد في يبان له اليوم الأحد:" أما وضع صور الفتيات فهذا يفتح بابا من الشر والفتنة، ويجب الحذر من مواقع التعارف الخبيثة ، التي هي أوكار للمفسدين والمفسدات الذين كل همهم هو الاصطياد في الماء العكر، وتضليل المغفلين والمغفلات، واللعب على عقولهم، وجرهم إلى الفساد والرذيلة ، ويجب التأكد من المعلومات حتى لا يكون هناك تغرير واحتيال".

اقرأ أيضا