أزاح حادث مصرع الثلاث فتيات أثناء سيرهن في شارع التسعين بالتجمع الخامس، الستار عن كوارث التجمع الخامس، حيث أثار حالة من الزعر للمواطنين بعدما لقى الثلاث فتيات مصرعهم، والعديد من الحوادث التي تقع على نفس الشكيلة، ليأخذنا المنطق لسؤال مهم، وهو كيف يحدث ذلك في مدينة من مدن الجيل الثالث التى تم انشاؤها ويطلق عليها مدينة الأثرياء.
هل كان إنشاء المدن الجديدة في مصر اجتهاديًا أكثر منه علميًا، فلم يتم في إطار تخطيط إقليمي واسع النطاق، فعلى الرغم ما تحتويه مدينة التجمع الخامس من مشروعات وبنوك وشركات، وتواجد لمعظم كبارالمسؤولين في الدولة ونجوم المجتمع من الفنانين والرياضيين بداخلها وتردد أكثر من مليون مواطن عليها يوميًا، إلا إنها بها مشكلات كبيرة نرصدها في السطور التالية:
ميزانية مُهدرة وسوء في التخطيط
يمكن أن نلمس مدى ضخامة الكارثة، عندما نعلم أنه بسبب مياه الأمطار والسيول العام الماضى لم تغرق المنازل والشوارع فقط، ولكنها تسببت في انقطاع خدمات المياه والكهرباء والاتصالات عن معظم مناطق القاهرة الجديدة.
فغياب التخطيط في البناء بجانب ووجود خلل في أعمال الصيانة، وتهالك البنية الأساسية لها، نظرًا لعدم تخطيطها بشكل يستوعب حجم السكان الموجودة بها الآن أدى إلى ظهورها بالشكل السيئ.
المفارقة الحقيقية هي أن المدن الجديدة منذ إنشائها قد استهلكت ما بين 10% و22% من إجمالي مخصصات البنية التحتية سنويًا، ومن المثير أيضًا أن وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية قد أعلن أن موازنة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للعام المالي 2018-2019 ستكون الأضخم في تاريخها، بحيث تبلغ 85 مليار جنيه.
ضعف شبكة الطرق وقتل الابرياء
تعاني الطرق في التجمع الخامس لعدم وجود حلول من قبل المسئولين، لتحمى العابرين ففي الأونه الأخيرة تعرض العاملون في التجمع الخامس لسلسلة من الإصابات الخطيرة وحالات الوفاة ، أثناء عبورهم الطريق نظرًا لسرعة السيارات.
وتعاني مشروعات الطرق في المدينة من الإهمال والتجاهل بعض الشيء في مناطق التجمع الأول والثالث عن منطقة التجمع الخامس، فتغرق الطرق في مياه الصرف الصحي، بجانب انتشار مخلفات المباني بالشوارع بجانب المنازل، ومخالفة الوحدات السكنية، وإنتشار التجمعات والأسواق العشوائية، والمباني المخالفة.
ضعف المياه
يعاني المواطنون خاصة في التجمع الثالث بالقاهرة الجديدة من انقطاع مياه الشرب باستمرار طوال اليوم، كما تنقطع المياه بشكل مستمر عن باقي المدينة نتيجة لعمليات التطوير المستمرة لخطوط المياه، أو لعدم وصول خطوط المياه لأطراف المدينة بالشكل المناسب.
المنطقة الصناعية
وتفتقد المنطقة الصناعية بالمدينة إلى العديد من الخدمات التي توفر وتسهل الاستثمار للمواطنين، مثل نقص خطوط المياه، وضعف خطوط المواصلات التي تنقل العمال، تدهور أوضاع البنية الأساسية في المنطقة، وتدهور شبكات الصرف الصحي، وضعف الطرق الممهدة، بالإضافة إلى ضعف أو شدة التيار الكهرباء والتي تتسبب في بعض الأحيان في احتراق الماكينات.
وينتقد المستثمرين في منطقة الألف مصنع في القاهرة الجديدة، من صعوبة استخراج التراخص والاوراق الخاصة بالمصانع، فيوجد روتين حكومي كبير في عملية إنهاء الأوراق المطلوبة بجانب تعدد الجهات التي يتم إنهاء منها هذه الأوراق.