دائمًا ما يخطر فى بال الجميع أن الجندية شرف، مهما مرت بمصاعب أو ظروف، ولكن بمجرد اقتران اسمك باسم جندى مقاتل فى الجيش المصرى، من هنا تتعدد مزاياك فمن السهل أن تكون جنديا فى كتيبة، ولكن من الصعب أن تكون بطلًا من أبطال القوات المسلحة، ولكن هذه كانت مقولة تحطمت على يد أبطال كتبوا على أنفسهم الصعب فى كل خطوة يخطوها، فالبطل يولد من رحِم بطل يسبقُه.
وهنا يأتى سؤال مهم، كيف لا تتشرف بوجودك داخل جيش مرت عليه مصاعب بحجم العدوان الثلاثى، مرورًا بتحويل هزيمة من الجيش الإسرائيلى فى ذلك الوقت كان هو الأقوى، إلى فوز يحترمُه العالم، وصولًا بالثورات العربية فكان هو حائط الأمان للجميع عند نزوله فى الميادين، فالجميع أعلن حبه وامتنانه لرجال وأبطال القوات المسلحة، فهو الجيش الثابت حتى الآن وسيظل ثابتًا إلى نهاية المطاف، فهم خير أجناد الأرض.
قصة هشام عشماوى التى أثارت جدل الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فأنا فى مقالى أتعجب من شخصٍ كان على رتبة كبيرة بالجهاز الأقوى فى الوطن العربى، ويتحول إلى مُندد لعبارات مُضادة لحامى أرضه، كان يريد أن يكون بطلًا بعد العبث فى عقلِه من قبل الجماعات الجبانة التى تسيطر على العقول الجبانة، فكان من الأولى بدلًا من أن يُدنس البدلة العسكرية، أن ينضم هذا «العشماوى» لتلك الجماعات الخسيسة، فبكل خِسة ودناءة استغل معرفته ببعض المعلومات وشارك معهم فى بعض العمليات ضد إخوانه.
ولكن هؤلاء الفئران لم يعلموا أن الجيش المصرى قادرٌ على اصطيادهم ولو كانوا فى آخر الدنيا، ولكن الأصول التى يتعلمها من يضع قدمه داخل كتيبته هى التى تمنعهم، فكانت الثقة من جيشنا بالجيش الليبى فى محلها، وبالفعل نجحوا فى القبض عليه بمدينة درنة ليصبح أسيرا يتناول سيرته العطِنة الجميع، ولكن الدرس هنا لم يكن معناه بأن من يتخلف عن جيش بلاده يكون مصيره مثل مصير هذا الفأر، ولكن الدرس هنا للعبرة فبعد هيبته وسط الجميع أصبح مسخًا تشير إليه الأصابع بالخيانة والتحريض ضد جيش بلاده.
فهنا تأتى العبرة من الدرس، وهنا تُعطى دروس الوطنية، فالجميع يعلم أن الجندية ليست شرفًا لأى مواطن فقط، فهى نبوءة لها مكانة كبيرة فى حالة الاستشهاد عند الله، فالجنة تنتظرك دون حساب، وبعيدًا عن الاستشهاد فيكفى دعوات الملايين لك لحمايتهم وجعلهم آمنين، يحيا الجيش المصرى وتحيا مصر.