لقّبه البعض بصديق الزعماء، عاصر 7 من قيادات المحروسة، رحل منذ سنوات قليلة وما نُقل عنه للكثير كانت أشبه بالصفحة البيضاء في سجل حياته، لكن وما «خفي كان هو الأعظم» عدد من الشخصيات يتم كشف الكثير من الخبايا عن حياتهم بعد رحيلهم.
محمد حسنين هيكل، الجميع يتذكر جيدّا هذا الإسم، فهو الصحفي الأشهر الذي عاصر الزعماء منذ الملك فاروق، وحتى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فترة بعينها ويعتبر الصديق المقرب للراحل جمال عبد الناصر، حقائق كانت تخفى عن البعض إلّا القليل بشأن هيكل، فما بين صعوده سلم المجد برفقة فتيات الليل، وصداقته مع خامنئي، وكرهه للسادات والاستفادة من إغتياله.
هيكل يصنع المجد بفتيات الليل
في عام 1942 كانت بداية هيكل في العمل كصحفي تحت التمرين، في جريدة «إيجبشان جاازيت» وشاء القدر أن يكون هذا العام هو نفسه الذي أصدر فيه عبد الحميد حقي، وزير الشؤون الاجتماعية وقتها قرارا يقضي بإلغاء البغاء الرسمي ، وجاء هذا القرار بسبب إصابة عدد من الجنود الأجانب حينها، بالأمراض التي انتقلت إليهم من فتيات الليل.
لم يخطر ببال هيكل الصحفي الشاب أن يتم استدعائه من قبل وزير الشؤون الاجتماعية وتكليفه بمهمة معرفة رأي فتيات الليل بقرار إلغاء البغاء وهنا كانت بدايته النجومية، فمكث هيكل بداخل الملاهي وبرفقة فتيات الليل والتي رفضها البعض واعترض على هذا الأمر، وهاجم الكثيرين هيكل حينها بالرغم من أنّ التحقيق الذي أنجزه بداخل الملاهي الليلية كان سببّا في صعودة السلمة الأولى للمجد، وربط الكثيرين نجوميته بتلك الحادثة التي ظلت في ملفه إلى الآن.
هيكل يتودد لإيران برفضه الحرب
في إحدى حلقاته على قناة cbc، خرج محمد حسنين هيكل ليعلن رفضه للحرب باليمن، وأنّ السعودية والدول المساندة لها فيما تسمى بـ«عاصفة الحزم» أخطؤا في الحرب، هيكل الشاب صاحب الـ23 عامًا والذي ذهب إلى إيران وتودد لزعمائها بل وألفّ كتابّا عنها أسماه «إيران فوق البركان»، والأكبر من ذلك تعيينه مستشارًا لزعيم ثورتها ورئيسها في فترة من الفترات، آية الله الخميني، خرج في النهاية ينتقد مساندة دولته للحرب على الإرهابيين في اليمن.
وهوجم هيكل بعد تصريحه بأشد العبارات، من قبل سياسيين وإعلاميين، فالصدمة كانت كبرى كيف لشخصية تعد من الشخصيات الوطنية أن تخرج بمثل هذا التصريح، لكن الحقيقة أنّهم ربطوها بأنّه من الطبيعي أن ينتقد هيكل العمليات العسكرية فى اليمن ، ذلك لأن هيكل كان دوما حليفا فكريا وإعلاميا للمنظومة الإيرانية، بل أنه استخدم فى كتابه (المقالات اليابانية) مصطلح (الخليج الفارسى) وليس الخليج العربى رغم تقديم هيكل لمشروعه الفكرى باعتباره أحد رواد القومية العربية، وكان دائم التعظيم للخميني وثروته، هو نفسه ذكر أنّ أفضل أيام شبابه قضاها في طهران.
إغتيال السادات سبب انفراجة الأستاذ
الكثيرين أطلقوا على حسنين هيكل لقب الأستاذ، بسبب تألقه في بلاط صاحبة الجلالة، لكنّه أيضّا نال نصيبّا من الاعتقال، فأثناء حكم السادات بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، والذي قال هيكل أنّه كان أعز أصدقائه، وأثناء معاهدة السلام، خرج هيكل مهاجمّا السادات، فتمّ القبض عليه والزج به في السجون، ولم يخرج هيكل من السجن إلّا بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، فأمر مبارك بعد توليه الحكم بخروج كآفة الصحفيين الذين تمّ القبض عليهم ومن بينهم هيكل.