"الأطفال بلا مأوى" يمثلون ظاهرة سلبية استرعت انتباه الجميع وأقلقتنا، فلا يكاد يخلو شارع من أحدهم، الأمر الذي استرعت انتباه الرئيس عبد الفتاح السيسى فتحدث عنها أكثر من مرة، طالبًا من الحكومة بحث المشكلة و إيجاد حلول عملية لها.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل قام الرئيس باتخاذ خطوات عملية من خلال إطلاقه مشروع "أطفال بلا مأوى"، الذى تنفذه وزارة التضامن الاجتماعى بالمشاركة مع صندوق "تحيا مصر"، وتحت رعايته لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع.
ولو استعرضنا خطوات هذا المشروع القومي نلاحظ مدى قوته ونتائجه المبهرة ’ فهو ليس مشروعا عاديا بل خطة قومية متكاملة ساهمت في تحويل هؤلاء الأطفال الى طاقة بشرية عاملة مستغلة، المرحلة الأولى من المشروع شملت محافظات القاهرة، الجيزة، والقليوبية وهو قطاع يحتوي على 40% من عدد الأطفال المستهدفين، فى حين تأتى باقى المحافظات العشر وهى الإسكندرية والمنيا وبنى سويف والسويس والمنوفية والشرقية، خلال شهر أكتوبرحيث يتم التعاقد على فرق الشارع الخاصة بهم ..
وقد تم الانتهاء من تدريب 21 أخصائيا اجتماعيا ونفسيا تم التعاقد معهم للعمل بالوحدات المتنقلة بمحافظات القاهرة الكبرى... ومن المقرر أن يبدأ الأخصائيين الاجتماعيين عملهم فى الشارع مع الأطفال بمساعدة عدد من الجمعيات الأهلية المشاركة فى المشروع، لحين استلام الوحدات المتنقلة التى تقوم الهيئة العربية للتصنيع بتصنيعها.
ايضا تقوم الهيئة بتصنيع 17 أتوبيسا تنتشر على مستوى الجمهورية، وهي أتوبيسات مجهزةو مكونة من 3 أجزاء جزء للكشف على الأطفال للتعرف على المشاكل الصحية وممارسة أنشطة ترفيهية لجذب الأطفال وجزء للتعامل النفسى.
وتبلغ القيمة الإجمالية لاتفاقية التعاون بين وزارة التضامن وصندوق تحيا مصر 164 مليون جنيه منها 114 مليون جنيه مخصصة من صندوق تحيا مصر، و50 مليون جنيه أخرى مخصصة من وزارة التضامن الاجتماعى. وطبقا للخطة الموضوعة للقضاء على هذه الظاهرة السلبية تم الاتفاق على أن تبدأ فرق الشارع عملها من خلال الوحدات الاجتماعية المتنقلة لتقدم خدمات صحية وتعليمية وتثقيفية وترفيهية للأطفال المستهدفين.
وفى اتجاه آخر يتولى المشروع تطوير قدرات عدد من مؤسسة للرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى تطوير عدد 83 مكتبا للاستشارات الأسرية و82 مكتبا للمراقبة الاجتماعية، فضلا عن الزيادة الاستيعابية لعدد 6 مؤسسات رعاية اجتماعية’ كما يستهدف البرنامجإعادة تأهيل الأطفال ودمجهم فى المجتمع، لأن هناك 16 ألف طفل بلا مأوى على مستوى الجمهورية، يتركزون فى 10 محافظات أبرزها القاهرة، الإسكندرية، المنيا، أسيوط، والقليوبية.
والمتأمل لهذا البرنامج التنموي والتوعوي يجده يحمل الكثير من الأمال والطموح التي تساهم في تمكين الأطفال اقتصاديًا واجتماعيًا، وإعادة دمجهم في المجتمع من خلال تطوير البنية التحتية وزيادة القدرات الاستيعابية لـ6 دور للرعاية الاجتماعية، وتشكيل 17 فريقًا ووحدة متنقلة من الشباب المُدربين.
والمفرح فى هذا الامر’ انه بدأت ملامحه تظهر وثماره تنضج من خلال باكورة هذا المشروع القومي’ فقد أعلنت إدارة برنامج أطفال بلا مأوى تخريج أول دفعة من البرنامج التدريبي لبناء قدرات العاملين في مؤسسات الرعاية الاجتماعية في الـ10 محافظات المستهدفة بالتعاون مع كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، وقامت إدارة البرنامج بتوزيع شهادات اجتياز التدريب لعدد 50 متدربا من 10 محافظات كمرحلة أولى.
وتم خلال البرنامج التدريب على أحدث التجارب الدولية في مجال التعامل مع الأطفال ومؤسسات الرعاية الاجتماعية.
كما نجح البرنامج خلال ٩ أشهرفقط وهى المدة الفعلية للبرنامج على أرض الواقع فى التعامل مع ٧٥٠٠ طفل وطفلة، من إجمالى ١٦ ألف طفل، وفقًا لدراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية’ وواصل البرنامج نجاحه فى إعادة دمج ٥٨٠ حالة، ما بين أسرهم والمؤسسات، ويعمل البرنامج فى المحافظات التى تضم ٨٠٪ من هؤلاء الأطفال، وهى «القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والإسكندرية، والمنيا، والسويس، وبنى سويف، وأسيوط، والشرقية، والمنوفية»، وذلك كمرحلة أولى.
هذه بعضا من ملامح هذا المشروع القومي الذي يستوجب التحية والتقدير لقيادات قدمت حلولا عملية فعالة لحل مشكلة ازلية تهدد اطفال مصر، هي نموذج متميز وبرنامج ناجح وأفكار متميزة نيمكن تطبيقها على كافة المشكلات الاخرى التى تهدد مجتمعنا.
فبالعمل والتخطيط ننجح فى تحقيق الهدف...شكرا فخامة الرئيس... شكرا وزارة التضامن... شكرا لكل العاملين على هذا المشروع القومي.