يزداد يقيني يومًا بعد يوم عند متابعتي للقاءات الرئيس مع شباب الوطن أن هناك تناغمًا مشتركًا بينهما ينمو ويزدهر من خلال هذه المؤتمرات الشبابية التي وصل عددها إلى 6 مؤتمرات في أقل من عامين وأن بوصلة اهتمام الرئيس ببناء دولة حديثة اتجهت وبقوة إلى اقتناعه التام أنها لن تقوم الا بسواعد هؤلاء الشباب بل انني أشعر أيضًا أن ملامح وتعبيرات وجهه تتغير إلى الارتياح عندما يدخل أي مؤتمر او قاعة يغلب فيه تواجد الشباب عن أي فئة أخرى من الحضور.
بطبيعة الحال فأنا لن أتناول ما جاء في المؤتمر السادس للشباب والذي عقد يومي السبت والأحد الماضيين فقد استفاض الجميع بالشرح والتحليل لما جاء في هذا المؤتمر من شرح للرؤية المستقبلية لمنظومة الصحة والتعليم من المتخصصين في هذا المجال ومداخلات السيد الرئيس اثناء عرض تلك الرؤية ثم الإجابات على كل الأسئلة التي جاءت في اليوم الثاني للمؤتمر من خلال مبادرة "اسأل الرئيس" والتي أوضح فيها العديد من الحقائق والأرقام التي كانت غائبة عن غالبية الشعب وكذلك أحلامه وطموحاته التي لن تتحقق الا بمؤازرة الشعب من خلال العمل والإخلاص فيه حتى نصل الى عام 2020 وقد خرجنا من رحم المعاناة الى انطلاقه ارحب واكثر يسراً وتفاؤلاً.
ولكنني سوف اتوقف عند بعض المحطات التي أجد انه من اللازم الإشارة اليها لأنني اعتبرها ضمن منهج العمل الذى سوف يساهم في تشكيل ثقافة الشباب وزيادة ارتباطه وانتماءه للوطن، وذلك من خلال محورين أساسين:
الأول.. بناء الانسان بمفهومه الشامل.
الثاني.. قضية الانتماء الوطني.
أن بناء الإنسان هو القضية الأكثر مشقة واللبنة الأساسية في بناء الأوطان ومن هنا فان بناء الانسان والوطن مهمة متداخلة تجمع ما بين الفرد والمجتمع ومن هذا المنطلق فالدولة التي تنشد نهضة حضارية تبدأ بالعناية بتعليم وصحة المواطنين، حيث يرفع التعليم قدراتهم وينمى مهاراتهم وابداعهم بما يعم بالفائدة على المجتمع، واعتقد ان تحمس السيد الرئيس لمشروع "الهوية البصرية" الذى تقدمت به الشقيقتين غادة وياسمين والى والذى يهدف الى التخلص من الصور النمطية غير المستحبة والتي تظهر بلدنا بالشكل الذى لا نريده، والعمل على خلق رؤية مستقبلية ترسخ في عقول المصريين والسائحين الأجانب، وتعزز الوعى المحلى والعالمي عن مصر ومحافظاتها وربطها بالتاريخ والحضارات التي مرت علينا، وأن هذا هو الوقت المناسب لوضع مصر هويتها البصرية على الخريطة العالمية والتحدث بنفس اللغة السياحية التي يتحدث بها العالم...وهو ما سوف يساهم في تسويق مصر عالمياً بطريقة حضارية ومواكبة الفكر السياحي العالمي....واستقطاب الشباب ليصبحوا سفراء لمصر في الداخل والخارج وكذلك اتاحة الفرصة لتنشيط حركة التجارة المحلية ولتصدير المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
كان هذا نموذجاً واضحاً للمقصود من فكرة بناء الإنسان وربطه بالوطن من الناحية التعليمية ولذلك فقد جاء تحمس الرئيس لتبنى هذا المشروع دليلاً على عمق اقتناعه بأهمية العلم والتعليم ومدى تأثيره على تقدم ورفاهية الوطن من خلال أبناءه ومن هنا جاء إعلان سيادته أن عام 2019 هو عام التعليم كما جاءت معظم توصيات المؤتمر عن التعليم وأهمية النهوض به على كافة الأصعدة والأنشطة بما فيها الرياضية والفنية والبحثية.
وتأتي الصحة في مستوى لا يقل أهمية عن التعليم ومن هنا فقد راينا اهتماماً غير مسبوق في تطبيق منظومة التامين الصحي والقضاء على قوائم الانتظار في العمليات الجراحية الحرجة والاستمرار في منظومة القضاء على فيروس "c" وتحدث الرئيس متأثرا عن معاناة أهالي المرضى الموضوعين على قوائم الانتظار وضرورة العمل على وضع منظومة صحية متكاملة لكل مواطن مصري وناشد الإعلام بضرورة دعم هذا التوجه لتوعية الشعب بأبعاد تلك المنظومة الجديدة وتشجيع القائمين على تنفيذها ودفعهم للاستمرار فيها دون تهوين من جهودهم في هذا الشأن.
إن التعليم والصحة هما أهم أعمدة بناء الإنسان لهذا تضعهما استراتيجية الدولة في مقدمة أولوياتها وهو ما يؤكده الارتباط العضوي بين اللحاق بركاب الدول المتقدمة وبناء الإنسان المصري بالمفهوم الشامل الذي يوفر المناخ المناسب للإبداع واكتساب المهارات والمعارف والتفاعل الحضاري الخلاق.
لقد أوضح الرئيس أننا أمام مهمة وطنية كبيرة سواء فيما يتعلق بالتعليم لأو الصحة وأن تلك المهمة لن تتحقق الا بإرادة شعبية مخلصة وجهد وعمل دؤوب من كافة الأجهزة المعنية ولعل الحماس الذي وجده سيادته بين شباب الحضور ما جعله يتأمل تحقيق مستقبل أفضل مما نحن فيه بالأمل والعلم والعمل.
ويبقى بعد ذلك المحور الثاني من محاور اهتمامات الرئيس بالشباب "محور الانتماء الوطني" وهو ما سوف نتحدث عنه الأسبوع القادم بإذن الله.
وتحيا مصر.