ما زال تنظيم الحمدين يسعى بشتى الطرق أن يسيطر على المنطقة اعتقادًا منه أنّ هذا الأمر سيمنحه القوة، قديمًا دعّم التنظيمات الإرهابية التي عاثت في الأرض وتحديدًا في الوطن العربي فسادًا، وبعدما فشلت جميع محاولاته لإسقاط تلك الدول قررّ البحث عن طريقة أخرى للظهور في وضع القوة، فكانت تلك الطريقة هي استعطاف أمريكا وجلبها في طريقة لتكون سندًا وعونًا له من خلال قاعدة العديد المتواجدة بالدوحة.
تعد قاعدة العديد محور العلاقات الأمريكية القطرية، كما أنها مفتاح للجهود العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، وقد لعبت دورا مركزيا فى الحملة الجوية التى شنها البنتاجون ضد تنظيم داعش فى سوريا والعراق، بالإضافة إلى أنّها تعد مقر للقيادة الجوية المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط بأكمله، لذا لعبت قطر على هذا الوتر حسبما أعلنت واشنطن بوست الأمريكية، صباح اليوم، أنّ الدوحة عرضت على واشنطن توسيع وتطوير قاعدة العديد بحوالي 1.8 مليار دولار، واعتبارها قاعدة أمريكية دائمة في الشرق الأوسط، من شأنها استقبال 10 آلاف من القوات العسكرية الأمريكية، سيشمل منشآت إسكان عائلى لأكثر من مائتى ضابط وتوسعات أخرى فى البنية التحتية إلى جانب تحسينات على مستوى العمليات.
ومن جانبه قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، أنّ النظام القطري دائمًا ما يجري خلف مصالحه فقط، دون النظر إلى مصالح غيره، بدليل تقديمه لشكوى ضد دولة الإمارات بدعوى أنّها تضطهد مواطنيها، فمن وجهة نظر «هريدي» أنّ قطر تحاول الظهور في موقف قوي أمام الرأي العام الداخلي لها، وتريد توضيح من آن لآخر اتهامات للدول الرباعية، للظهور أمام العالم بأنّها الدولة البريئة المضطهدة التي يحاول العرب إسقاطها.
وتابع السفير حسين هريدي أنّه برغم من تجميد المقاطعة إلّا أنّ المشاكل ستظل قائمة بين الطرفين، وعلى رأسها مشكلة الحجاج القطريين، والتي بدأت منذ العام الماضي، فقطر تحاول بناء منظومة المظلومية، بمعنى كونها الدولة التي يحاول الكثير إثارة المشاكل معها.
وأوضح «هريدي» أنّه ومنذ اندلاع الأزمة وقطر تسير وفقًأ لاستيراتيجية معينة لا يتحيد عنها، وستظل تسير على هذا النهج بالرغم من كآفة المشاكل التي تحاولطها، فنظام الحمدين يريد الظهور أمام الرأي العام القطري بأنّه قوي ولا يمكن أن يخضع للتهديد مهما كلفه الأمر.
وبالنسبة لمحاولة قطر جذب أمريكا في اتجاهها بالعرض عليها توسيع وتطوير قاعدة العديد، واعتبارها أنّها أكبر قاعدة دائمة في الشرق الأوسط، ذكر حسين هريدي، أنّه في إطار الحوار الاستيراتيجي بين قطر وأمريكا من خلال تطوير العديد وجعلها قاعدة أمريكية مدى الحياة في الخارج، فإنّ هذا الأمر بالتأكيد سيُصبح كارت إضافي قوي في أيدي الحكومة القطرية.
وفي نفس السياق قال اللواء عبد المنعم كاتو، المحلل والخبير الاستيراتيجي، بأنّ هناك 3 أمور تحاول قطر اتباعها، البداية كانت مع سياستها المتضاربة، فما زالت لا تمتلك هدف محدد تتجه نحوه، لكنّها تتصرف بعشوائية مما سيجعلها تضر بنفسها، فالنظام القطري لم يستوعب إلى الآن أنّه جزء من الأمة العربية ومنطقة الخليج، يجب أن تسير برفقتهم ووفقًا لهم، لكنّها تريد أن تصبح قوة غاشمة بطشة تدعم الإرهاب، يُحاول تميم أن يصنع من دويلة صغيرة دولة يلتفت إليها الجميع، كل ذلك يتم بأسلوب خاطئ وضد الإنسانية، بل وضد الدول العربية بالكامل.
وتابع الخبير الاستيراتيجي، أنّ موضوع تودد قطر للولايات المتحدة من خلال تطوير قاعدة العديد الأمريكية، فأوضح أنّ التواجد الأمريكي في المنطقة بالكامل وليس في دولة بعينها، ولا يمكن أن تخسر أمريكا علاقتها بالدول العربية، وخصوصًا صر والسعودية في سبيل قطر، فبالتأكيد سترحب بتطوير «العديد» لكن ليس على حساب علاقتها مع الدول الأخرى، بالإضافة إلى نقطة هامة يجب أن تلتفت لها قطر وهي أنّ ما تحاول الوصول إليه في قاعدة العديد هل ستوافق إيران على هذا الأمر، بالطبع لا وإيران هنا محطة هامة ورئيسية لقطر لا يمكن أن تخسرها بسهولة.
قطر تعتقد أنّها ستنتصر على الدول العربية من خلال القضايا الفاشلة التي تقوم بها على حد قول اللواء عبدالمنعم كاتو، فقطرت اتخذت من طريق القانون كذريعة معتقدة أنّه الحل الأمثل لهزيمة الدول العربية، فحاولت قديمًا مع الطيران الدولي بخصوص الإمارات واليوم، فشلت لها محاولة أخرى في محكمة العدل الدولية، فقطر لن تجني من وراء أفعالها هذه إلّا العزلة والكراهية بالإضافة إلى أنها ستعصف بها.