الثالث من يوليو»..ذكرى يوم مشهود خرجت فيه البلاد من ظلمات الإخوان إلى أنوار الحرية

الثلاثاء 03 يوليو 2018 | 11:40 مساءً
كتب : مصطفى محمود

«3 يوليو 2013»، هو  اليوم المشهود الذي احتفل فيه الشعب المصري، بذكرى الخروج من عصر الظلمات، إلى عصر جديد انبثقت معاه ضياءً وأنواراً، تزامنت مع البيان الذي ألقاه القائد والزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسي، معلنا به الخلاص من جماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن اختطفت البلاد إلى مصير مجهول، لم يكن أحدا ليدرك ما ينتظر المصريين من ويلات ذلك المصير، والذي بلا شك كان سيكون مصيراً أسوداً بكل المقاييس.

ويحتفي الشعب المصري اليوم، بتلك الذكرى العظيمة التي تعيش في قلوبهم، ودائما تذكرهم بفرحة الانتهاء من حكم الجماعة الفاشية، واستضافت الإعلامية عزة مصطفى خلال تقديمها برنامج صالح التحرير على فضائية صدى البلد، كلا من أحمد ناجي قحمة رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، والكاتبة الصحفية سحر الجعارة، للاحتفال بذكرى 3 يوليو المجيد.

اللحظة الفارقة:

واستهل أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إنه في مثل هذا اليوم منذ 5 سنوات«3 يوليو» احتشد الملايين من المعتصمين، أمام قصر الاتحادية، منتظرين بيان القوات المسلحة الذي تم تأجيله، وهو ما أدى إلى ارتباك في الشارع آنذاك، في ظل السوشيال ميديا والشائعات التي كان يتم ترويجها عن القيادة العامة للقوات المسلحة، واتجهاتها في التعامل مع الأزمة.

وأضاف «قمحة»، أنه مع تأخر البيان، فقد تسبب ذلك في حدوث أنواع من الهمهمة الكبيرة بالشارع، لكن عقب صدور البيان كانت الفرحة الكبيرة تعم الأرجاء بين أبناء الشعب المصري، وكان هناك إحساس بانتصار مطالب دولة 3 يوليو التي ولدت في تلك اللحظة لثورة 30 يونيو.

وأشار رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إلى أن الشعب وجد نفسه يستعيد دولته وهويته مرة أخرى، وهناك تصور بأنها كانت لحظة فارقة في ميلاد قائد لهذه الدولة، التي يبحث عنها الشعب، فالشعب كان يبحث عن قيادة تعبر به من تلك المرحلة الصعبة، وكان يفسر هذا اتجاه التصويت العالية، والثقة في مؤسسات الدولة طوال الفترة قبل 30 يونيو.

وأكد أنه من خلال ذلك، تبين ميلاد دولة جديدة، وفقَا لقواعد جديدة، تحقق مطالب المصريين، لم يتحقق الكثير منها، ليست لأنها مطالب حقيقية وتم خطفها، بل لأنها كانت مطالب تم تزييف الوعي بها.

إرادة التغيير: 

من جانبها قالت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة، إن يوم الثالث من يوليو، لم يكن عاديًا بالنسبة لجموع المصريين، لأنه لم يكن فقط سببًا في استعادة هوية الدولة المصرية، بل استعاد به الشعب ثقته مجددًا في إرادة التغيير.

وتابعت «الجعارة»، «كانت هناك مشكلة بين الشعب والشرطة وحدث تلاحم فجأة، فالشعب الذي نزل إلى الشارع أعزلًا ولم يكن يعرف مصيره، وفجأة حدثت اللحمة الوطنية بين جميع الفئات، والقوات المسلحة وإن لم تعلن موقفها قبل 30 يونيو، إنما كان هناك إشارة عندما أعطت النظام مهلة 48 ساعة».

وأردفت قائلةً إنه عندما كانت الطائرات تقذف الأعلام فوق المتظاهرين، كانت تؤكد بذلك أن هناك دعمًا لإرادة الشعب مهما كانت، لافتة إلى أن الشعب المصري عند ثورته على الفاشية الدينية لم يقدر التواءم مع هذا النمط من الحياة، بفطرته وليست بنخبته، فالنخبة معروف أنها مدركة، لكن أن يعرف رجل الشارع البسيط أن هؤلاء عصابة وخانوا الدولة وخريجي سجون ويحكموننا لحسابهم الخاص، ويعملون لحساب دولتهم وليس لحساب الدولة المصرية، فهم أعداء الشعب المصري.

جبروت الشعب المصري:

كما أكدت الجعارة، أن يوم الثالث من يوليو أظهر جبروت الشعب المصري، مشددةً على أنه لولا الإطاحة بنظام حكم الإخوان واستمراره في تلك السنة، لم يكن ليغادر مصر أو المنطقة إطلاقًا.

وأضافت «الجعارة»، أن شكل خريطة المنطقة العربية، كان سيتغير تمامًا، ففي سنة واحدة تم إسقاطهم وهذا من عظمة الشعب المصري، وعظمة القوات المسلحة، ومؤسسات الدولة التي وقفت ضد الأخونة، فمعظم مؤسساتها كانت عصية على الأخونة.

الكتائب المدربة:

وعلى جانب آخر أشار قمحة، إن الشعب المصري لو تأخر الشعب يومًا واحدًا عن النزول في 30 يونيو، وإذا لم تحدث الاستجابة السريعة يوم 3 يوليو، لكنا سنعاني من مشكلة كبيرة.

وأضاف قمحة خلال لقائه ببرنامج «صالة التحرير» المذاع على فضائية صدى البلد تقديم الإعلامية عزة مصطفى، أنه في ذلك الوقت كانت هناك كتلة مسلحة في رابعة والنهضة، يقابلها شعب بالكامل أعزل في الميادين والشوارع، وغير معتاد على مواجهة هذا السلوك العنيف، يقابل فئات مدربة، لأنهم تدربوا جيدا ويدركون ما يفعلونه.

وأشار رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إلى أن للمصريين لا بد لهم أن يتذكروا الأحداث العنيفة التي مرت بها مصر منذ العام 2011، ويعلموا أنه كانت هناك كتائب مدربة، مؤكدًا أن ما حدث 3 يوليو، أدى إلى استعادة الاستقرار الداخلي، ببدء بناء الدولة ومؤسساتها، والتحرك على أسس واضحة لبناء دولة جديدة عصرية، قوامها الإنسان وتحقيق مطالبه الحقيقية، وليست الحقوق التي تم المتاجرة بها.

تهديد الأمن العربي:

وأكد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إنه لو لم يتم الاستجابة للمطالب الشعب المصري في ثورة 30 يونيو، لكان هناك تهديد لهوية الأمن القومي العربي، إلى جانب التهديدات الأخرى على المستوى الداخلي.

وأضاف «قمحة» خلال لقائه ببرنامج «صالة التحرير» المذاع على فضائية صدى البلد تقديم الإعلامية عزة مصطفى، أنه كان سيكون هناك تهديد لدول، وأنه يمكن الحكم بوضوح شديد بحالتي ليبيا وسوريا، وكان الوضع سيختلف كثيرًا في هاتين الدولتين.

وأشار إلى أنه كان سيتم مزيدًا من التقارب على صعيد المشروع الأممي القائم على إحياء فكرة الخلافة الإسلامية، التي يزول فيها الوطن، وهذا وفقًا لقناعتهم بأنه لا يوجد ما يسمى بالوطن، فكان هذا سيحقق لهم واحدة من هذ الأحلام.

وتابع: «الخطورة الأكبر كانت ستكون على القضية الفلسطينية، قضيتنا جميعا التي كانوا يبدو أنهم متوافقين ومخططين ومستعدين لتقديم كل ما يتوافق والرضوخ لكل مطالب الإدارة الامريكية، بشأن تحقيق تسوية للقضية الأم للوطن العربي كله، وهذا أثبت أنهم من الممكن أن يضحوا بقضايا الوطن العربي كله في مقابل حل هذه القضية» لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يحدث المزيد من الانتشار، وإعلاء شأن حجم التنظيمات الإرهابية ككل، وكان هناك تخطيط بأن يكون منبعها سيناء، وأن تكون سيناء هي العقل المحرك والمفكر للتنظيمات الإرهابية.

اقتصاد الحرب:

كما أشادت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة، ببرنامج «تكاتف وكرامة» الذي أقرته الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، مشيرة إلى أن ذلك البرنامج أسهم في رفع درجة المهمش إلى درجة الفقير.

وقالت «الجعارة» خلال لقائها ببرنامج «صالة التحرير» المذاع على فضائية صدى البلد، تقديم الإعلامية عزة مصطفى، إن الطبقة المتوسطة هبطت إلى مستوى العوز، ولم يصبح هناك سندًا لها، فلا بد من وجود معالجة عاجلة لهذه الطبقة، مضيفة أن هذا سيشكل عبئًا على الحكومة لا تستطيع إنجازه خلال عام أو حتى عامين، ولكننا نعيش الآن ما يسمى باقتصاد الحرب، لكن ليس هناك وعيًا لدى المواطنين بأننا نحارب الآن الإرهاب.

واختتمت بأن تزايد معدلات الفقر ينشر الكثير من الأمراض الاجتماعية فلا يمكن محاربة الفساد، في الوقت الذي يتقاضى فيه الناس الرشوة.

ويعتبر اليوم الموافق 3 يوليو، بمثابة يوم استثنائي في تاريخ مصر، ففي هذا اليوم من عام 2013 تم إنهاء حكم الإخوان لمصر وتمت الإطاحة بالمعزول محمد مرسي بعد عام من الفشل في إدارة البلاد، وتهديد أمن واستقرار الوطن، وسعي الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة والاستحواذ على كل شيء، والعمل على إقصاء وتهميش كل أبناء الوطن.

اقرأ أيضا