هناك فى أحد فنادق القاهرة الكبرى -الذى دائمًا ما يحتضن اللقاءات والتجمعات الخاصة بالرئيس عبد الفتاح السيسى مع أطياف المجتمع المختلفة- حرص الجميع على المشاركة فى إفطار "الأسرة المصرية"، هذا الحدث الذى بات تقليدًا كل عام، منذ 4 سنواتٍ مضت، يشهد تنوعًا فكريًا وثقافيًا للفئات الممثلة من وزراء وإعلاميين وصحفيين وأسر الشهداء وغيرهم، حرصًا على إعادة إحياء العادات والتقاليد المصرية، وتقوية روابط الصلة بين مختلف طوائف الشعب.
بعيدًا عن الإفطار والحاضرين فيه، هناك مشاهد ذات طابع خاص تنم عن أن الرئيس السيسى، شخصية ذات طابع خاص تحمل جينات قائد صارم لا يحيد عن الحق، ولا يبغى شيئا سوى إعلاء قيمة ومكانة مصر، وفى ذات الوقت إنسان حريص على السماع للجميع دون تململ، فعقب تناول وجبة الطعام مع أذان المغرب، ألقى الرئيس كلمة، تحدث فيها عن أن الدولة المصرية نجحت فى عبور أزمات كثيرة وكانت صعبة وخطيرة، على مدى فترة ولايته الأولى، وأن الفترة المقبلة -ما بعد عيد الفطر المبارك- ستحمل أخبارًا مفرحة للمصريين، كان هناك مشهد رغم أنه متكرر، لكن يؤكد أن السيسى، يمتلك صدرا رحبا، يتسع للجميع.
المشهد الذى أتحدث عنه هو وقوف الرئيس السيسى، واستماعه بإنصات شديد لوالدة أحد الشهداء، ولم يتركها حتى انتهت من حديثها، قد يبدو للكثيرين الأمر عاديًا، إلا أن الحقيقة تحمل خلاف ذلك تمامًا، لأن هذا الموقف يبين مدى حرص الرئيس على معرفة كل صغيرة وكبيرة، وأنه على استعداد للسماع من الجميع دون تفرقة، ناهيك باهتمامه وحرصه الدائم وتقديره للشهداء وأسرهم.
ومشهد وقوف الرئيس مع والدة أحد الشهداء، يعكس معنى آخر بين طياته الإنسانية، أنه لم يوكل أمر السيدة لأحد المسئولين، لينهى لها ما تطلب، بل وقف معها دون تكلف مصغيًا لحديثها، وسط حشود من الوزراء وكبار المسئولين فى الدولة وأعضاء مجلس النواب، ليدلل بل يؤكد أنه حقًا شخصية ذات طابع خاص.
أما إذا ذهبنا بعيدًا عن هذا اليوم -فى الولاية الأولى للرئيس- نجد سلسلة من المشاهد التى تدعو إلى الفخر والاحترام، وتبرهن أيضًا على مدى إنسانية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتقديره للصغير قبل الكبير، التى بدأت باستقباله الطفل أحمد ياسر مريض السرطان، فى القصر الرئاسى.
التقى الرئيس السيسى، "منى" الشهيرة بفتاة عربة الإسكندرية، والتى ظهرت فى صورة على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى تسير بعربة محملة بالبضائع بغرض بيعها والتربح منها، فدعاها إلى مقابلته فى القصر الرئاسى، ومنحها سيارة للعمل عليها، وكرمها بمؤتمر الشباب بشرم الشيخ بجنوب سيناء، بجائزة الإبداع للشباب.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فالتقى الرئيس الحاجة زينب، التى تبرعت بقرطها الذهبى لصندوق تحيا مصر، مساهمة منها لدعم الاقتصاد المصرى، وقبل الرئيس رأس تلك السيدة المصرية ووجه لها كل عبارات الشكر والتقدير، على موقفها المحترم تجاه الوطن.
ويبقى فى النهاية أن أشير إلى أنها مواقف قد تبدو للبعض صغيرة، إلا أنها إذا ما تم التدقيق فيها جيدًا، نجد أنها تحمل الكثير من الرسائل والمعانى التى تؤكد أن هناك قائدا يقدر جيدًا قيمة كل شىء حتى وإن ظن البعض أنه أمر عادى.