«من التحليق في الفضاء لصعود الجبال».. نساء غيرن مجرى التاريخ

دائمًا كان لها دور في التاريخ، فلم يقتصر عملها على المنزل فقط، ولكنها استطاعت إثبات إماكنيتها، فكسرت قواعد المستحيل، ولم تعترف بما يقال حول كونها الجنس الأضعف، لتؤكد الدراسات العلمية على أنها أكثر ترجيحا من الرجل في الصمود أمام الأزمات المهددة للحياة.

في مثل ذلك اليوم، يضيء العالم حدثين، أبطالهما المرأة، ففي عام 1963 طارت رائدة الفضاء الروسية، فالنتينا فلاديميروفنا تريشكوفا، إلى الفضاء الخارجي على متن المركبة «فوستك»، عندما كانت تبلغ من العمر 26 عامًا، لتصبح أول إمرأة تحلق خارج حدود الكوكب، والمرأة الوحيدة التى تجري طيرانًا فضائيًا منفردًا دون طاقم.

في عام 1984، كونت الطيار الأمريكية «إيملي وارنر»، ومساعدتها الطيار «باربرا كوك»، أول رحلة تجارية نسائية في العالم، والتحليق من مدينة دنفر إلى ليكسينجتون، في ولاية كنتاكي، على متن «خطوط فرونتير الجوية».

تفتح ذاكرة التاريخ المجال أمام عدد من النساء اللواتي غيرن ملامح التاريخ في العالم، وكان أبرزهن، مريم شديد، الباحثة المغربية، وهي أول إمرأة تصل إلى القطب الجنوبي، فكانت ضمن طاقم علمي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي.

وفي عام 1987 أصبحت النيوزيلاندية، ناعومي جيمس، أول إمرأة في تبحر منفردة، بعد رحلة حول العالم لمدة 272 يومًا.

يبرز من بين تلك النماذج، سميره موسى، أول عالمة ذرة مصرية في مجال الطاقة النووية، والاستخدامات السليمة لها، والتي لقبها الغرب بـ"ميس كوري الشرق". 

حصلت "موسى" على درجة البكالرويوس في العلوم، والماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، لتستكمل دراستها وتحصل على الدكتوراه في «الأشعة السينية» وتأثيرها على المواد المختلفة، كما أنها أول معيدة في كلية العلوم بجامعة القاهرة.

وبعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الاحتلال الإسرائيلي قيام دولته، واعتراف المجتمع الغربي به، في 1948، أسست سميرة موسى، هيئة الطاقة الذرية.

وفي عام 1960 أصبحت سيريامافو باندرانايكا، أول رئيسة وزراء في العالم، بعد تنصيبها برئاسة وزراء سيريلانكا، ففتحت الأبواب على مسرعيها لدخول المرأة في العالم السياسي.

سبقت «باندرانايكا»، الملكة الفرعونية حبستشوت، التي توجت بعرش مصر، لتصبح أول إمرأة في العالم تنصب على رأس السلطة، وتحكم المحروسة لمدة 21 عامًا، أثرت بشكل بالغ في التاريخ المصري.

ومن بين الرياضات والهوايات التي أدعى الرجال أنها لا تصلح إلا بهم، تمكنت اليابانية جونكو تابي، من تدمير تلك القاعدة، وأصبحت أول إمرأة في العالم تتسلق أعلى قمة جبل «إيفريست» عام 1975، متحملة مصاعب الطريق حيث يعتبر أعلى جبل في العالم.