قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير في العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن العيد الحالي هو الأول الذي يمر على لبنان، في ظل العهد الجديد، حيث يستذكر اللبنانيون الشهيد رفيق الحريري، متطلعين إلى مستقبل يحمل آمال النهوض وإعادة الإعمار.
آمال اللبنانيين في العهد الجديد
ولفت نعمة إلى أن اللبنانيين الذين يطمحون إلى قيام الدولة وإعادة بناء مؤسساتها ينظرون إلى العهد الجديد، على أنه فرصة حقيقية لوضع لبنان على طريق الخلاص الاقتصادي.
وأوضح أن الدعم الدولي، خصوصًا من الأشقاء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف.
مؤتمر باريس وإعادة الإعمار
وفي هذا الصدد أشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعهد بتنظيم مؤتمر في باريس لدعم إعادة الإعمار، حيث كلف المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل مؤخرًا إلى لبنان، بمهمة التشاور مع القيادات السياسية اللبنانية، وكان قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري لبحث ملف إعادة الإعمار.
تنفيذ القرارات الدولية وترسيم الحدود
وأكد نعمة، أن المجتمع الدولي يطالب لبنان بتطبيق القرار 1701 بشكل كامل، بما يشمل سحب جميع الأسلحة غير الشرعية من الأراضي اللبنانية، وحصرها بيد القوى الأمنية الرسمية.
كما نوه إلى ضرورة فتح باب التفاوض بشأن ترسيم الحدود وحل الخلاف حول 13 نقطة حدودية مع إسرائيل، تمهيدًا لانسحاب الإحتلال من النقاط الخمس المتبقية، بالإضافة إلى حسم ملف مزارع شبعا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
التحركات الإقليمية والدولية لدعم لبنان
ولفت نعمة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعتزم إرسال مبعوثة أمريكية إلى لبنان لدفع عجلة التفاوض، فيما أرسل العاهل السعودي، الأمير محمد بن سلمان طائرة خاصة إلى بيروت لنقل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام لعقد مباحثات حول دعم المملكة للحكومة اللبنانية.
اتفاق الطائف ومجلس الشيوخ اللبناني
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية شددت على ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق الطائف، وإنشاء مجلس شيوخ لبناني، ما سيسهم في رفع الحظر عن سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان، ويعيد تنشيط التبادل التجاري بين البلدين عبر الطرق البرية.
لبنان في الحضن العربي
وأكد رئيس الجمهورية جوزيف عون، خلال القمة العربية الأخيرة في القاهرة، أن لبنان عاد إلى حضنه العربي، متعهدًا بأن يكون مستقبل البلاد متماشياً مع تطلعات الدول العربية والمجتمع الدولي.
استذكار رفيق الحريري ودوره في بناء الدولة
وأشار نعمة إلى أن الشهيد رفيق الحريري شكّل ظاهرة سياسية استثنائية تجاوزت حدود لبنان إلى العواصم العربية والدولية، حيث لعب دورًا محوريًا في تعزيز علاقات لبنان مع الرياض، القاهرة، باريس، واشنطن، وروما.
وأوضح أنه كان القائد السني الوحيد الذي انتقل من زعامة طائفته إلى قيادة سياسية جامعة، معززًا حضوره في مختلف المناطق اللبنانية من صيدا إلى بيروت وطرابلس وعكار والضنية وإقليم الخروب.
دور نبيه بري في حماية الدستور
وأشاد نعمة بدور رئيس مجلس النواب نبيه بري في حماية الدستور، داعيًا إياه إلى الضغط على حزب الله لضمان تنفيذ القرار 1701 وتحقيق سيادة الدولة اللبنانية، مشددًا على أن التاريخ سيسجل دور الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
واكد نعمةعلى ضرورة بناء دولة لبنانية قوية تعيد الحياة إلى شعبها، مؤكدًا أن الدولة وحدها هي التي تضمن مستقبل لبنان، تمامًا كما كان يحلم الشهيد رفيق الحريري.